للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي لمْ ينْس حدمنا. رواه الطبران في الأوسط والحاكم وتقدم.

(القبصة) بفتح القاف وضمها وبالصماد المهملة: هي ما يتناوله الآخذ برءوس أصابعه الثلاث.

١٢ - وعنْ أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبَّد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعتهِ (١) ستِّين عاما، وأمطرت الأرض فاحضرَّتْ فأشرف (٢) الرَّاهب من صومعتهِ فقال: لوْ نزلتُ فذكرت الله (٣) فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزلْ يكلِّمها وتكلِّمه حتى غشيها (٤)، ثمَّ أغمى عليه فنزل الغدير (٥) يستحمُّ (٦)، فجاء سائل، فأوْمأ إليه (٧) أن يأخذ الرَّغيفين، ثمَّ مات فوزنت عبادة ستين سنةً بتلك الزَّنْية (٨) فرجحت الزَّنية بحسناته، ثمَّ وضع الرَّغيف، أو الرَّغيفان مع حسناتهِ فرجحتْ حسناته فغفر له. رواه ابن حبان في صحيحه.

١٣ - وعن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علِّمني عملاً يدخلني الجنَّة؟ قال: إن كنتَ أقصرْتَ الخطبة لقدْ أعرضت المسألة أعتق النَّسمة (٩)، وفكَّ الرَّقبة، فإنْ لمْ تطق ذلك فأطعم الجائع، واسقِ الظَّمآن (١٠) الحديث: رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي، ويأتي بتمامه في العتق إن شاء الله تعالى.

١٤ - وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ أطعمَ أخاه حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النَّار سبع خنادق ما بين كلِّ خندقين (١١) مسيرة خمسمائة عامٍ. رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ


(١) كذا ط وع, وفي ن د: صومعة.
(٢) اطلع.
(٣) في ن د: عز وجل سبحته وعظمته.
(٤) جامعها.
(٥) الغدير: القطعة من الماء يغادرها السيل: أي يجمع الماء فيها ثم يترك، وفي النهاية: وفيه بين يدي الساعة سنون غدارة يكثر المطر، ويقل النبات، هي فعالة من الغدر: أي تطعمهم في الخصب بالمطر ثم تخلف فجعل ذلك غدرانها أهـ.
(٦) يغتسل.
(٧) فأشار إليه.
(٨) الفاحشة. إن الله تعالى تفضل عليه بقبول صدقة الرغيف أو الرغيفين، وهنا طاشت السهام نحو كل شيء دون ما قبله الله، وكان سبب الغفران. وفيه الحث على التصدق، ولو بالقليل، والتفكير في حب الخير، والميل إلى الإحسان جزاء نعيم الله.
(٩) أطلق حرية العبد الرقيق، واجعله حرا يستنشق نعمي الإنسانية المطلقة من الأسر والذل.
(١٠) العطشان.
(١١) كذا ط وع ص ٣٢٠، وفي ن د: خندق، معناه يجعل الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>