للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وعنْ عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى إليه معروفٌ فليكافئ به، ومنْ لمْ يستطعْ فليذكره، فإنَّ من ذكره فقد شكره ومنْ تشبَّع بما لمْ يعْط فهو كلابس ثوبيْ زُورٍ. رواه أحمد، ورواته ثقات إلا صالح ابن أبي الأخضر.

٦ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يشكر الله منْ لا يشكر النَّاس. رواه أبو داود والترمذي، وقال: صحيح.

(قال الحافظ): روى هذا الحديث برفع الله، وبرفع الناس، ورُوي أيضاً بنصبها، وبرفع الله ونصب الناس، وعكسه، أربع روايات.

٧ - ورُوي عنْ طلحةً، يعْني ابن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ أولى معْروفاً فلْيذكرهُ، فمنْ ذكره فقدْ شكرهُ، ومنْ كتمهُ فقد كفره. رواه الطبراني، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عائشة رضي الله عنها.

٨ - وعن النُّعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ لمْ يشكُرِ القليل لم يشكُرِ الكثير، ومنْ لمْ يشكرِ النَّاس لم يشكر الله، والتَّحدثُ (١) بنعمة الله شكر، وترْكها كفر، والجماعة رحمةٌ (٢)، والفرقة عذاب. رواه عبد الله بن أحمد في زوائده لا بأس به، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف باختصار.

٩ - وعنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال الهاجرون: يا رسول الله ذهب الأنصارُ


(١) ذكرها على سبيل الحمد والثناء. قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ٧ من سورة إبراهيم.
(٢) الاتحاد نعمة، والاختلاف خراب ودمار، وفي غريب القرآن: الشكر تصور النعمة وإظهارها. قيل: وهي مقلوب عن الكشر: أي الكشف، ويضاده الكفر، وهو نسيان النعمة وسترها. والشكر ثلاثة أضراب: شكر القلب، وهو تصور النعمة، وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم، وشكر سائر الجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه أهـ.
قال تعالى: (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) وأثنى سبحانه وتعالى على سيدنا إبراهيم.
أ - (شاكرا لأنعمه).
ب - وعلى سيدنا نوح (إنه كان تعبدا شكورا) والله تعالى شكور: أي منعم على عباده.

<<  <  ج: ص:  >  >>