للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥ - وعنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصِّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشَّهوة فشفعني فيه: ويقول القرآن: منعته النَّوم بالليل فشفعني فيه. قال فيشفعان (١): رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله محتجّ بهم في الصحيح، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع، وغيره بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

١٦ - وعن سلمة بن قيصر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منْ صام يوماً ابتغاء وجهِ الله باعده الله من جهنَّم كبعدِ غرابٍ طار، وهو فرخ (٢) حتى مات هرماً (٣). رواه أبو يعلي والبيهقي، ورواه الطبراني فسماه سلامة بزيادة ألف، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة ورواه أحمد، والبزار من حديث أبي هريرة، وفي إسناده رجل لم يسمْ.

١٧ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لوْ أنَّ رجلاً صام يوماً تطوعاً، ثمَّ أعطى ملء الأرض ذهباً لمْ يستوف ثوابه دون يوم الحساب. رواه أبو يعلي والطبراني، ورواته إلا ليث بن أبي سليم.

١٨ - وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى على سريةٍ (٤) في البحرِ، فبينما هم كذلك قد رفعوا الشِّراع في ليلةٍ مظلمةٍ إذا هاتف فوقهم يهتفُ يا أهل السَّفينة قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً. قال: إنَّ الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنَّه منْ أعطش نفسه له في يوم صائفٍ (٥) سقاه الله يوم العطش. رواه البزار بإسناد حسن إن شاء الله، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى بنحوه إلا أنه قال فيه قال:


(١) يسببان دخوله الجنة، ويطالبان من الله المغفرة والرضوان.
(٢) الجنين في البيضة، والفرخ: ولد الطائر. والأنثى فرخة، والشيطان باض فيهم وفرخ: أي اتخذهم مقرا ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه.
(٣) كبير السن، والهرم: كبر السن، وقد هرم من باب طرب فهو هرم، وقوم هرمي.
(٤) قطعة من الجيش. يقال: خير السرايا أربعمائة رجل، وانسرى عنهم الهم: انكشف، وسراة كل شيء: أعلاه.
(٥) شديد الحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>