للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منْ صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النَّار بذلك اليوم سبعين خريفاً رواه النسائي بإسناد حسن، والترمذي من رواية ابن لهيعة، وقال: حديث غريب ورواه ابن ماجه من رواية عبد الله بن عبد العزيز الليثي، وبقية الإسناد ثقات.


= ظن ببقاء الليل فلو تسحر ظاناً أن الليل باق، أو أكل ظاناً أن الشمس غربت فبان غطله بطل صومه ووجب عليه الإمساك والقضاء، ولو هجم بلا اجتهاد فأفطر أو تسحر ولم يبن الحال صح صومه في تسحره، وبطل في إفطاره، ولو طلع الفجر وهو يجامع، فإن نزع حالا صح صومه، وإن استدام بطل صومه، ووجب عليه القضاء والكفارة، وهي: (عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مد)، ولو أصبح صائما وفي فيه طرف خيط قد ابتلعه ليلا مع الأكل، فإن ابتلع باقية أفطر لوصول عين جوفه، وإن نزعه أفطر لأنه تعمد القيء، وإن تركه بطلت صلاته لا تصاله بالنجاسة التي في جوفه فكيف الطريق في صحة صومه وصلاته؟ وطريقه في ذلك أن ينزعه شخص آخر منه، وهو غافل فلا يضر ذلك لأنه حينئذ لا اختيارله فيه، وكما أنه يجب على الصائ الامتناع من المفطرات ينبغي له أن يحفظ جوارحه من كل ما فيه حرمة وإلا فلا صوم له. قال بعضهم:
إذا لم يكن في السمع مني تصامم ... وفي مقلتي غض وفي منطقي صمت
فحظي إذن صومي الجوع والظما ... وإن قلت إني صمت يوما فما صمت
ولا يخفاك أن الصوم إنما جعل لكسر النفس وقمعها عن الشهوات والمعاصي، فإذا لم يزل الإنسان متبعاً هواه عاكفاً عن معصية مولاه فليعلم أنه لم يصم رمضان إنما هو في صورة صائم جائع عطشان لقوله صلى الله عليه وسلم:
(كمْ من صائمٍ له من صيامهِ إلا الجوع، وكمْ من قائمٍ ليسَ له من قيامهِ إلا السَّهرُ). رواه البزار والبيهقي.
سننه:
السحور، ويدخل وقته بدخول النصف الثاني من الليل، وتأخيره مع تيقن بقاء الليل، وتعجيل الفطر بعد تحقق المغيب، وأن يكون الفطر على تمر فماء فحلو، ودعاء بعده، وهو: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت) فإنه ورد أن من قال ذلك كتب له أجر كل صائم صام، وورد:
(ما من مسلم يصومُ فيقول عند إفطاره: يا عظيم يا عظيم، وأنت إلهي لا إله غيركَ اغفرْ لي الذَّنب العظيم، فإنَّه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّهُ).
وأن يغتسل من حدث أكبر ليلا، وأن يكثر الصدقة والإطعام، وتلاوة القرآن والذكر، ولاسيما في العشر الأخير، ويسن صوم ستة أيام من شوال، والمبادرة بها، وصومها ولاء أفضل، وصوم يوم عاشوراء وتاسوعاء وعرفة ويومي الخميس والاثنين.
مكروهاته:
شم الرياحين، والنظر إليها والحجامة والفصد، وذوق الطعام باللسان، والمضغ لما لا يتحلل منه شيء إلا لحاجة، فإن كان لها كطباخ، ومن يمضغ لغيره كولد صغير وحيوان، فلا كراهة أهـ. والله أعلم ص ٢٢٥ تنوير القلوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>