(٢) منق للمعدة مطهرها من أدران التخمة ملين طارد للغازات مجدد الشهوة للطعام، باعث الصحة جالب العافية، منشط للأمعاء ومقويها ومحركها للقيام بعملها خير قيام، وقال علماء الفقهاء: يرد التمر أو الماء ما فقده الجسم أثناء الصوم. وأسمع من المترفين استحباب شيء سخن مثل حساء مرق، أو شربة عدس، أو كوب شاي، وهذا حسن لأنه نوع من السوائل، ولكن لو أخذ تمراً فشيئاً سخنا كان أحسن كما تشتهي نفسه وترتاح عليه معدته. (٣) الرطب: ثمر النخل إذا أدرك ونضج فيه أن يتتمر، الواحدة رطبة، والجمع أرطاب، وأرطبت البسرة إرطابا: بدا فيها الترطيب، والرطب نوعان: أحدهما لا يتتمر وإذا تأخر أكله تسارع إليه الفساد، والثاني يتتمر ويصير عجوة وتمرا يابسا أهـ مصباح ص ٢٧٣. (٤) البلح اليابس الذي يترك على النخل بعد إرطابه حتى يجب أو يقارب ثم يقطع ويترك في الشمس حتى ييبس. (٥) ملأ فمه، والحسوة بالضم ملء الفم مما يحسى: أي يشرب، والجمع حسى وحسوات. مثل مدية ومدى ومديات، والحسوة بالفتح قيل لغة وقيل مصدر، واستعمال حسا يريد قلة، وهي لغة رقيقة لطيفة في نهاية اللطف والأدب، والرقة والعفة. قال السرقطي: حسا الطائر الماء يحسوه حسوا، ولا يقال فيه شرب، ومن أمثالهم: يوم كحسو الطير. يشبه بجرع الطير الماء في سرعة انقضائه لقلته، وقال الأزهري: والعرب تقول: نومه كحسو الطير: إذا نام نوما قليلا. أهـ مصباح. قال الشاعر: لا أوق النوم إلا غروراً (١) ... مثل حسو (٢) الطير ماء السماء (٣) أبتغي إصلاح سعدي بجهدي ... هي وتسعى جهدها في فساد (٦) معناه يختار الصائم ما لم تمسه النار لتقوى المعدة على استقباله: من تين أو عنب أو برتقال، وهكذا من الأشياء الحلوة اللذيذة الطعم، وإذا أردت الصحة والعافية فاعمل أيها المسلم بنصيحة طبيب النفوس، ومداوي الأفئدة الذي لا ينطق عن الهوى: أن تفطر على شيء (لم تصبه النار). =