(فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) ٣٨، ٣٩ من سورة الروم. يقول المفسرون هذه الآية في صدقة التطوع، لافى الزكاة الواجبة لأن السورة مكية، والزكاة فرضت في السنة الثانية من الهجرة بالمدينة أهـ. فتجد الأمر للنبى صلى الله عليه وسلم ولأفراد أمته من بعده من كل مكلف أو مكلفة، ثم قيد جل شأنه ثواب الاتفاق، والإعطاء لمن يريد وجه الله، وأشار إلى صاحب النية هذه: أنه مفلح، وأنه فائز، وأنه ناجح، وأنه سباق، ثم بين أن ما أعطيتم من ربا أي هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمى باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة ليزيد في تحصيل أموال الآخذين للهبة والهدية فلا يزكو عند الله ولاثوب فيه للمعطين، وأما الذين ينفقون ابتغاء وجه الله فهم الذين تضاعف لهم الحسنات، ومعنى (زكاة) هنا أي صدقة تطوع، وعبر عنها جل شأنه بالزكاة إشارة إلى أنها مطهرة للأموال والأبدان والأخلاق. (١) خافت. (٢) سال ماؤها. (٣) تقوى العبد لله أن يجعل بينه وبين ما يخشاه وقاية تقيه منه، وهي امتثال أوامره تعالى، واجتناب نواهيه بفعل كل مأمور به حسب الطاقة، وقد ذكر ابن علان فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين شرفهم الله تعالى في كتابه بالمدح والثناء (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) وبالحفظ من الأعداء (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) وبالتأكيد والنصرة (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). وبالنجاة من الشدائد، والرزق من الحلال. (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) قال أبو ذر: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، ثم قال: (ياأبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم)، وبإصلاح العمل وغفران الذنب (اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم). وبكفلين من الرحمة والنور (اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به) وبالقبول (إنما يتقبل الله من المتقين) وبالإكرام والإعزاز (إن أكرمكم عن الله أتقاكم)، وبالنجارة من النار (ثم ننجى الذين اتقوا) وبالخلود في الجنة (أعدت للمتقين) وبمحبة الله تعالى وانتفاء الخوف منه وحصول البشارة له (إن الله يحب المتقين - ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ص ٣٠٨ الجزء الثانى. (٤) أن يسمع كلام الأمير وينفذه ويخضع له، ولا يفتح باب الجدل عليه ولا باب الفتن. (٥) وطاعة الأمير المصلح العادل واتباع منهجه. (٦) وإن كان الذي يحكم ويدير دفة السياسة عبد - فالله الذي أمره، وأسند إليه رياسة العمل، فعلى المؤمنين الخضوع لأوامره حتى يدوم الاتحاد، ويحصل الائتلاف والتعاون، ويزول الشقاق، ويبعد الخلاف على شرط أن تكون الطاعة ترضى الله، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. (٧) الذين هداهم الله فدونت أحكامهم؛ وضبط اقوالهم. (٨) كل شيء ظهر بدون نص، أو قياس، أو إجماع.