للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ مكْلومٍ يُكلمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكلمه يدمي، واللون لون دمٍ والرِّيح ريح مسك.

وفي روايةٍ: كلُّ كلمٍ يكلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها يوم طعنتْ تفجَّر دما. اللون لون دمٍ، والعرف عرف مسكٍ. رواه البخاري ومسلم، ورواه مالك والترمذي والنسائي بنحوه. (الكلم) بفتح الكاف، وإسكان اللام: هو الجرح.

(والعرف) بفتح العين المهملة، وإسكان الراء: هو الرائحة.

٣٩ - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ليْس شيء أحبَّ إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة دموعٍ من خشية الله، وقطرة دمٍ تهراق في سبيل الله، وأمَّا الأثران: فأثر (١) في سبيل الله، وأثر في فريضةٍ من فرائض الله رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

٤٠ - وعنْ سهل بن سعدٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساعتان تفتح فيهما (٢) أبواب السماء، وقلَّما تردُّ على داعٍ دعوته عند حضور (٣) النِّداء والصفِّ في سبيل الله، وفي لفظٍ ثنتان لا تردَّان، أو قال ما تردَّان: الدُّعاء ع ند النِّداء (٤)، وعند البأس (٥) حين يُلحمُ بعض بعضاً. رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه.

وفي رواية لابن حبان: ساعتان لا تردُّ على داعٍ دعوته حين تقام الصَّلاة، وفي الصَّفِّ في سبيل الله. (يلحم) بالمهملة: معناه ينشب بعضهم ببعض في الحرب.


(١) عمل ووجود فعل من أنواع الخير:
أ - الجهاد.
ب - أداء الصلوات الخمس والفرائض كلها من زكاة وصوم وحج.
(٢) تدرك فيهما رحمات الله وبركاته، وتتفتح أبواب رضوانه ونعيمه.
(٣) بين الأذان والإقامة، وتلبية المؤذن، والذهاب إلى الصلاة، ووجود المجاهد في الصف الأول فينتهز المسلم الدعاء بعد الأذان حين استعداده لصلاة التفل، وكذا الإنسان في حومه الوغي يدعو الله فيستجيب له لشدة إخلاصه، ومشاهدة الصف الأول.
(٤) أي بعد إتمام الأذان، وفي وقت الأذان يقول مثل المؤذن إلا في الحيعلتين فيحوقل.
(٥) التحام الصفوف، وشدة الحروب، وكثرة المناضلة وقوة الدفاع. حين كذا د وع ص ٣٥١، وفي ن ط حتى. قال الله تعالى: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) ١١ من سورة التغابن: أي بتقدير الله وإرادته (يهد قلبه) بالثبات والاسترجاع عند حلوها (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول).

<<  <  ج: ص:  >  >>