للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم: من سن خيراً فاسْتُنَّ به كان له أجره من تبعه غير منتقص من أُجورهم شيئاً، ومن سن شَرًّا به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً، رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد، ورواه ابن ماجه من حديث أبى هريرة.

ليس من نفس تقتل إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها

٣ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ليس من نفسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ (١) من دمها لأنه أول من سن القتل رواه البخاري وسلم والترمذي.

٤ - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من سن سنة حسنة فله أَجْرُها ما عُمِلَ بها في حياته وبعد مماته حتى تُتْركَ، ومن سن سنة سيئة فعليه إثْمُها حتى تُتْرَكَ، ومن مات مُرَابِطاً (٢) جَرَى عليه عمل المُرَابط حتى يُبْعَثَ يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير باسناد لا بأس به.

(قال الحافظ) وتقدم في الباب قبله حديثُ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده النبى صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث: اعلم يا بلال. قال ما أعلم يا رسول الله؟ قال: إنه من أحيا سنة من سُنتي قد أُمِيتَتْ بعدى كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أُجُورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعةً ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام (٣) من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه.

٥ - وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا الخير خزائن (٤) ولتلك الخزائن مفاتيح. فطوبى (٥) لعبدٍ جعله الله عز وجل مفتاحاً


(١) نصيب - قال الله تعالى (فطوعت له نفس قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين. فبعث الله غراباً الآية
(٢) المرابطة: ملازمة ثغر العدو: أي مات مجاهداً فثوابه لا ينقطع.
(٣) ذنوب.
(٤) كنوز تعطى لأصحابها عند الحاجة وأن الله تعالى يجري على أيدي الصالحين فتح أبواب فضله وخيره كالعلم، والإصلاح بين الناس، والزكاة، والزيارة لله، وهكذا من أعمال الحسنات تسبب إرسال الخير للناس من الله.
(٥) فعلى من الطيب شجرة في الجنة يتمتع بظلها ورائحتها الذكية مسكن الفتن وجالب الألفة، وقائد الخير، ورسول البر. وويل واد في جهنم لموقد العداوة، وباعث الشرور. وفيه الحث على نية الخير، والمسابقة في مشروعات الخير، وقد وصف الله عباده المحسنين الأبرار فقال (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وزرياتنا قرة =

<<  <  ج: ص:  >  >>