للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا من نفس مسلمة يقبضهَا (١) رَبهَا تحب أَن ترجع إِلَيْكُم وَإِن لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غير الشَّهِيد قَالَ ابْن أبي عميرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَن أقتل فِي سَبِيل الله أحب إِلَيّ من أَن يكون لي أهل الْوَبر والمدر

رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد حسن وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ لَهُ

(أهل الْوَبر) هم الَّذين لَا يأوون إِلَى جِدَار من الْأَعْرَاب وَغَيرهم

(وَأهل الْمدر) أهل الْقرى والأمصار والمدر محركا هُوَ الطين الصلب المستحجر

٧ - وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ غَابَ عمي أنس بن النَّضر عَن قتال بدر فَقَالَ يَا رَسُول الله غبت عَن أول قتال قَاتَلت الْمُشْركين (٢) لَئِن أشهدني الله قتال الْمُشْركين ليرين الله مَا أصنع فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد وانكشف الْمُسلمُونَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعْتَذر إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ

يَعْنِي أَصْحَابه وَأَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ

يَعْنِي الْمُشْركين ثمَّ تقدم فَاسْتَقْبلهُ سعد بن معَاذ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ يَا سعد بن معَاذ الْجنَّة وَرب النَّصْر إِنِّي أجد رِيحهَا دون أحد

قَالَ سعد فَمَا اسْتَطَعْت يَا رَسُول الله أصنع مَا صنع

قَالَ أنس فَوَجَدنَا بِهِ بضعا وَثَمَانِينَ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ أَو طعنة بِرُمْح أَو رمية بِسَهْم ووجدناه قد قتل وَقد مثل بِهِ الْمُشْركُونَ فَمَا عرفه أحد إِلَّا أُخْته ببنانه (٣) فَقَالَ أنس كُنَّا


(١) يتوفاها.
(٢) يذكر أسفه على عدم مشاهدة حرب بدر، وأبلى بلاء حسنا في غزوة أحد، وهكذا يكون الإخلاص لله.
(٣) بأصبعه.
قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. ٢١ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ٢٢ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ٢٣ ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) ٢٤ من سورة الأحزاب.
(أسوة) خلصة (حسنة) من حقها أن يؤتسى بها كالثبات في الحرب، ومقاساة الشدائد، أو هو في نفسه قدوة يحسن التأسي به لمن يرجو ثواب الله أو لقاء ونعيم الآخرة (صدقوا ما عاهدوا الله عليه) من الثبات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقاتلة لإعلاء الدين (نحبه) نذره بأن قاتل حتى استشهد كحمزة ومصعب بن عمير، وأنس ابن النضر. والنحب: النذر، واستعير للموت (ومنهم من ينتظر) الشهادة كعثمان وطلحة رضي الله عنهما، وما بدلوا العهد، وما غيروه.
روي أن طلحة ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده فقال عليه الصلاة والسلام أوجب طلحة، وفيه تعريض لأهل النفاق، ومرض القلب بالتبديل.

<<  <  ج: ص:  >  >>