للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خضر لَهَا قناديل معلقَة بالعرش تسرح من الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت ثمَّ تأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَاطلع عَلَيْهِم رَبهم اطلاعة

فَقَالَ هَل تشتهون شَيْئا قَالُوا أَي شَيْء نشتهي وَنحن نَسْرَح من الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا فَفعل ذَلِك بهم ثَلَاث مَرَّات فَلَمَّا رَأَوْا أَنهم لن يتْركُوا من أَن يسْأَلُوا

قَالُوا يَا رب نُرِيد أَن ترد أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نقْتل فِي سَبِيلك مرّة أُخْرَى فَلَمَّا رأى أَن لَيْسَ لَهُم حَاجَة تركُوا

رَوَاهُ مُسلم وَاللَّفْظ لَهُ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا

٤٤ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سَأَلَ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَن هَذِه الْآيَة {وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله} من الَّذين لم يشإ الله أَن يصعقهم قَالَ هم شُهَدَاء الله

رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد

٤٤ - ورواه ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش أطول منه، وقال فيه:

"هم الشهداء يَبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه، فأَتاهم ملائكة من المحشر بنجائب (١) من ياقوت، أَزِمَّتُها الدرُّ الأَبيض، برحال الذهب (٢)، أعنَّتُها (٣) السندس والإِستبرق، ونمارقها (٤) أَلْيَنُ من الحرير، مَدُّ خُطاها مدّ أبصار الرجال، يسيرون في الجنة على خيول، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا ننظر كيف يَقضي الله بين خلقه (٥)، يضحك الله إليهم (٦)، وإذا ضحك الله إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه".

٤٦ - وَعَن عَامر بن سعد رَضِي الله عَنهُ عَن أَبِيه أَن رجلا جَاءَ إِلَى الصَّلَاة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فَقَالَ حِين انْتهى الصَّفّ اللَّهُمَّ آتني أفضل مَا تؤتي عِبَادك


= وعشيا فيصل إليهم الألم والوجع.
والآية نزلت في شهداء بدر، وكانوا أربعة عشر، وفيه دلال على أن الأرواح جواهر قائمة بأنفسها مغايرة لما يحس به من البدن تتبقي بعد الموت داركة، وعليه جمهور الصحابة والتابعين، وبه نطقت الآيات والسنن، وعلى هذا فتخصيص الشهداء لاختصاصهم بالقرب عن الله تعالى، ومزيد البهجة والكرامة. أهـ بيضاوي ص ٥٣.
(١) نوق مسرعة لونها مثل الياقوت بديعة المنظر.
(٢) لجامها ومدير حركتها اللؤلؤ، ورحلها مصبوغ من الذهب.
(٣) بطائنها.
(٤) مساندها
(٥) نرى: نتمتع برؤية الله تعالى حين يحكم بين عباده.
(٦) يرضى عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>