وشاهدنا أن الناس صنفان: أ - فريق يتفانى في طاعة الله وفي الجهاد في سبيله، ويستعذب الموت حبا في نصر دينه، ويتسابق إلى الطعن والطعان والتبرز في حلبة الميدان حائزا صفات الإيمان. ب - الفريق الآخر قصر في الجهاد، وتكامل عن الصالحات، وأرخى العنان لنفسه في الموبقات ففسق وعصى وكذب وغوي وجحد وهوي، فسلط الله عليه الأمراض. قال البيضاوي: فيه مزيد وعد للمؤمنين، وتطيب لقلوبهم أهـ. هذه تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون لتجتهدوا في الجهاد والدفاع عن دينكم لتصيروا أعزة ولتتبوءوا المركز اللائق بكم في الحياة ولتعيشوا سادة قادة، فما ترك قوم الجهاد إلا ضعفت نفوسهم وذات، وباءوا بالخزي والاستبعاد. قال تعالى مبينا فضله صلى الله عليه وسلم على جميع الأمم: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ١٥ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم) ١٦ من سورة المائدة: يعني بأهل الكتاب اليهود والنصارى. تخفون بعث محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم في التوراة، وبشارة عيسى عليه الصلاة والسلام بمحمد أحمد عليه الصلاة والسلام في الإنجيل، وجاءكم القرآن الكاشف لظلمات الشك والضلال والكتاب الواضح الإعجاز، وقيل يريد بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم (سل السلام) طريق السلامة من العذاب، أو سل الله، وشاهدنا (ويخرجهم من الظلمات إلى النار) ينقدهم من أنواع الكفر إلى الإسلام، ويرشدهم إلى أسباب سعادة الحياة من الترغيب. في الجهاد والتحلي بالأعمال الصالحة الجالبة كل خير وبر. (٢) يبين صلى الله عليه وسلم مناظرة بين من جاهد في سبيل الله فقتل أثناء الكفاح، وبين من مرض بالوباء. =