(٢) الطمأنينة والوقار، والسعادة والقبول. (٣) عمتهم وأحاطت بهم. قال النووي: وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، وهو مذهبنا ومذهب الجمهور. وقالت مالك: يكره، وتأوله بعض أصحابه، ويلحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء الله تعالى، ويدل عليه الحديث المطلق الذي يتناول جميع المواضع (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة) الحديث. أهـ ص ٢٢ جـ ١٧. (٤) أثنى عليهم سبحانه في الملأ الأعلى تنويها بعلو درجتهم، وزيادة ثوابهم، وإخلاصهم لعبادة ربهم وذكره جل وعلا. وفيه: المكروب يقرأ القرآن ليفرج الله كربه، والمعسور ليزيل عسيره لأن ذلك أدعى للإجابة وأقرب لنزول رحمة الله. يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهاز الفرص لإجابة الدعاء أن تذهب وتتوضا وتصلى ركعتين لله تعالى تم تجلس مع صالحين تذکرون الله وتتلون کتابه، وتفهمون تفسير آياته، نم تستكثرون من الاستغفار والصلاة على المختار صلى الله عليه وسلم وحينئذ ينتظر إغداق إحسان الله ونزول رحماته وشمول بركاته. وقد مر صلى الله عليه وسلم بحلقة من أصحابه فقال: ما أجلسك؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا فقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة» قال النووى: معناه يظهر فضلك لهم، ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم. وأصل البهاء: الحسن واجمال وفلان يباهي بماله: أي يفخر به ويتجمل به على غيره، ويظهر حسنه. اهـ ص ٢٣ ج ١٧. فاتقوا الله أيها المسلمون واحرصوا على تعليم القرآن، وربوا أبناءكم على حفظ آياته تربحوا وتنجحوا. فهو الذي أخرج الناس من ظلمات الجهل والغي والفساد إلى نور العلم والاستقامة والصلاح، وسطع نور هديه في الأ کوان، وظهرت آثار عدله ورحمته في كل مكان. قال تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حکيم حميد) ٤٢ من سورة فصلت، نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فمحا الران عن القلوب وفتحت به نوافذ الفطن وأزال الغشي عن الأبصار وعنت لعظمته وجوه الفصحاء وتطاحنت لسحر بيانه عزة البلغاء فأذعنوا له صاغرين، وخروا لآيات بلاغته ساجدين، وأيقنوا أنه تنزيل من رب العالمين.