(٢) كنوز ثواب. (٣) ذنبا يمحى. وسيدنا عليه السلام تقدمت له قضية أخوين بالدين أو بالصحبة، وكان أحدهما قوى الحجة: جاء بحجاج لم يقدر الثاني على رده. فقال: (أكفلنيها وعزني في الخطاب) أي ملكني نعجتك الواحدة وضمها إلى التسعة والتسعين، وغلبني في مخاطبته إياي محاجة. قال تعالى حكاية عنه: (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ٢٤ فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) ٢٥ من سورة ص. (فتناه) أي ابتليناه بالذنب، أو امتحناه بتلك الحكومة. هل يتنبه بها؟ فأكثر من الاستغفار (وأناب) أي رجع إلى الله بالتوبة (ذلك) ما استغفر عنه (لزلفى) لقربه (مآب) مرجع في الجنة (الخلطاء) الشركاء الذين خلطوا أموالهم، جمع خليط. (قال لقد ظلمك) جواب قسم محذوف قصد به المبالغة في إنكار فعل خليطه، وتهجين، طمعه، ولعله قال ذلك بعد اعترافه، أو على تقدير صدق المدعي، والسؤال مصدر مضاف إلى مفعوله، وتعديته إلى مفعول آخر بإلى لتضمنه معنى الإضافة. أهـ ص ٦٠٣. انظر إلى درجة الخوف من الله تعالى المتناهية، إذ أخذ عليه السلام حجة خصم واحد فحكم: (قال لقد ظلمك) ولم ينتظر الحجة الثانية فعد هذا ذنبا فسجد إلى الله رجاء المغفرة فغفر الله له. اللهم اغفر لي. (٤) أزل واغفر.