للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدِ الله بن شدّادِ بن الهاد، عن جابرِ بن عبدِ الله، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لم يسندهُ غيرُ أبي حنيفةَ، وهو سيّئُ الحِفْظِ عِندَ أهلِ الحديثِ، وقد خالفَهُ الحُفّاظُ فيه: سُفيانُ الثَّوريُّ (١)، وشُعبةُ (٢)، وابن عُيَينةَ (٣)، وجريرٌ (٤)، فرَوَوهُ عن مُوسَى بن أبي عائشةَ، عن عبدِ الله بن شَدّادٍ مُرسلًا. والصَّحيحُ (٥) فيه الإرسالُ، وليسَ ممّا يُحتَجُّ به. وقد رواه اللَّيثُ بن سعدٍ، عن أبي يُوسُفَ، عن أبي حنيفةَ، عن مُوسى بن أبي عائشةَ، عن عبدِ الله بن شدّادٍ، عن أبي الوليدِ، عن جابرِ بن عبد الله (٦).

فأدخَلَ بينَ عبدِ الله بن شدّادٍ وبينَ جابر: أبا الوليدِ هذا، وهو مجهُولٌ لا يُعرَفُ، وحديثُهُ هذا لا يَصِحُّ.

فإن قيلَ: قد رَوَى يحيى بن سلّام، عن مالكِ بن أنَسٍ، عن وَهْبِ بن كَيْسانَ، عن جابرِ بن عبدِ الله، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّهُ قال: "كلُّ رَكْعةٍ لم يُقْرأَ فيها بأُمِّ القُرآنِ، فلا تُصلَّى إلّا وراءَ الإمام".

قال أبو عُمر: لم يَرْو هذا الحديثَ أحدٌ من رُواةِ "الموطَّأ" مرفوعًا، وإنَّما هو في "الموطَّأ" (٧) موقوفٌ على جابرٍ من قولهِ.

وانفردَ يحيى بن سلّام برَفْعهِ عن مالكٍ، ولم يُتابَعْ على ذلك، والصحيحُ فيه أنَّهُ من قولِ جابرٍ.


(١) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٢١٧، والبيهقي في الكبرى ٢/ ١٦٠، وفي القراءة خلف الإمام (٣٣٦، ٣٣٧) من طريق الثوري، به.
(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل ٧/ ١١، والبيهقي في الكبرى ٢/ ١٦٠، وفي القراءة خلف الإمام (٣٣٦، ٣٣٧) من طريق شعبة، به.
(٣) أخرجه ابن عدي في الكامل ٧/ ١٠، من طريق ابن عيينة، به.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٣٨٠٠)، وابن عدي في الكامل ٧/ ١٠، من طريق جرير، به.
(٥) في م: "وهو الصحيح".
(٦) أخرجه الدارقطني في سننه ٢/ ١١٠ (١٢٣٥)، والبيهقي وفي القراءة خلف الإمام (٣٤١) من طريق الليث، به.
(٧) الموطأ ١/ ١٣٥ (٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>