[مراتب الناس تجاه الصلاة]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، فلا تسقط على العبد ما دام عقله معه، وما دامت روحه في جسده، والناس فيها على مراتب: فمنهم الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات بإذن الله، فانظر نفسك يا عبد الله! من أي المراتب أنت.
وأنتم يا إخوة الإسلام في هذا البلد الحرام! اشكروا الله عز وجل أن جعلكم في جوار بيته الحرام أفضل البقاع وأقدس الأماكن، خُصت بمضاعفة الصلاة، وسائر الأعمال الصالحة، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، أي: إن الصلاة الواحدة في هذه البقعة المباركة، تعدل عمر خمس وخمسين سنة وأكثر، فيا له من فضل عظيم لمن وفق لإقامة الصلاة على وجهها الشرعي، واحذروا التقصير والتساهل فيها، فإن ذلك أشد من غيره في البقاع الأخرى، ولا يزال للحديث شجون.
أسأل الله عز وجل أن يوفق لإكمالها، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] وقال صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين يا رب العالمين!
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة يا أكرم الأكرمين!
اللهم وفق المسلمين قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما تحبه وترضاه، اللهم منَّ عليهم بصلاح أحوالهم، اللهم منَّ عليهم بصلاح قادتهم، وعلمائهم، وشبابهم، ونسائهم يا رب العالمين!
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، الذين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء!
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.