للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استمرار اللقاءات وتواصلها بين الشيخ ومحبيه]

السؤال

أسئلة كثيرة وأوراقٌ عديدة تصدرت بحب أصحابها للشيخ في الله عز وجل، ودعوته في البقاء في هذه المنطقة أياماً، أسئلة وأوراقٌ كثيرة أجبرتني على أن أذكر هذا الكلام فما تعليق فضيلة الشيخ؟

الجواب

أولاً: أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه، وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم متحابين، والله ما قيمة الدنيا كلها إن لم تكن المحبة في الله عز وجل هي التي تدفع إلى مثل هذه اللقاءات.

وحينما يرى الإنسان العلاقات الشخصية والمادية بين الناس يجد أنها تثير كثيراً من المشكلات، وتزيد في تعقيد أمورهم وسوء العلاقات فيما بينهم، بينما المحبة في الله عز وجل: أن تحب المرء لا تحبه إلا لله، هذا من أعظم الأعمال، من أعطى لله، ومنع لله، وأحب في الله، وأبغض في الله فقد استكمل الإيمان {المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} {ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه} {حقت محبتي للمتزاورين فيَّ وللمتحابين فيَّ الحديث} أحبكم الله الذي أحببتمونا له وفيه.

أما الرغبة في البقاء فيعلم الله الذي لا إله غيره أني لما رأيت هذه الجموع الطيبة التي غص بها المكان، وكثرت هذه السيارات التي أتت من قريب أو بعيد، حتى لم يجد الناس فيها مكاناً ومآلا؛ إلا لأن الخير متأصل في النفوس ولله الحمد والمنة، وحب أهل هذه البلاد التي أفاض الله عليها بهذا الإسلام وهذا التلاحم وهذه المحبة، وهذه المودة، ما هذه المشاعر الطيبة التي يعجز التعبير عنها، قد تسبق الأدمع الكلمات حينما ترى هذا الإقبال الطيب المبارك، فلا حرم الله الإخوة المباركين في داخل المسجد وفي خارجه ثواب ذلك، ونسأل الله أن يثيبهم وأن يجعل ذلك في موازينهم وأن يكتب خطواتهم، يعلم الله أنني حريص غاية الحرص على أن أستمر معكم، ولو كنت أعلم لأطلت المدة لأني أرى أن هذا الجمع يحتاج إلى لقاءات أكثر، ويحتاج إلى جلسة أكبر؛ ولكن أعدكم إن شاء الله أن تكون اللقاءات مستمرة، وأن يكون التعاون والتواصل قائماً بيننا وبينكم، وأشكر لكم شكراً خاصاً من أهل حوطة بني تميم حرصهم، فقد وجدت فيهم حرصاً أستطيع أني أقول لم أجد مثله من الخير والحب والتواصل، فلقد غمرت بشيء قد لا أستحقه؛ لكن هذا من طيبهم وكرمهم، ومن حسن أخلاقهم وفقهم الله وبارك فيهم وأعدهم أن تتكرر الزيارة بإذن الله، مرات قادمة بإذن الله وتوفيقه، وأسأل الله أن يهيئ ذلك في القريب العاجل بإذن الله.