للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صور من النعم في بلاد الحرمين]

عباد الله: إن من التحدث بنعمة الله عز وجل ما حبا الله بلاد الحرمين الشريفين من نعم عظيمة، فنعمة العقيدة والإيمان، ونعمة الأمن والاطمئنان، ونعمة الولاية المسلمة التي تعلن الإسلام وتعتز به، وتحكمه وتدعو إليه، وتنصر أهله، وتقوم بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتها إعماراً وتوسعة وتطهيراً، صيانة ونظافة وتطويراً، وما اللبنة الأخيرة التي وضعت قبل أيام إلا امتداد للجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة هذه البلاد المباركة في إعمار الحرمين الشريفين جعله الله في موازينها.

أيها المسلمون: لقد أرق وجود هذه النعم في بلاد الحرمين من الأمن والأمان والخيرات والمقدسات مضاجع كثيرٍ من الحاسدين، ممن اكتوت قلوبهم بداء الحسد والبغضاء والحقد والشحناء فعملوا على بث الدعايات الكاذبة، والشائعات المغرضة، حسداً من عند أنفسهم.

نعم يا عباد الله! إننا محسودون فعلينا أن نحذر من الحاسدين الذين قد يسخرون وسائل إعلامهم للنيل من هذه البلاد، وقيادتها، وعلمائها، وسيصطلون بنار حسدهم ولن يحرقوا إلا أنفسهم وما يشعرون، فعلينا ألا ننخدع بهذه الارتجافات، والحملات الإعلامية المغرضة التي تنطلق من وسائل إعلامٍ مأجورة، ضيعت أمانة الكلمة، ومصداقية الحرف، وجانبت الموضوعية والإنصاف.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

أمة الإسلام: الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي الذي يشنه دعاة الرذيلة ضد المسلمين عبر الوسائل المختلفة مما ينبغي أن يحذره المسلمون، ويتصدوا له بالجرعات الإيمانية والتربوية، وعدم ترك الحبل على الغارب لهذه الوسائل أن تتسلل إلى البيوت والأسر؛ فتقضي على إيمانها وعفافها وأخلاقها، وهنا تبدو مسئولية المدرسة والبيت والأسرة كبيرة جداً.

أيها المسلمون: لا زالت كثيرٌ من المجتمعات تعاني من مشكلات اجتماعية وأسرية متعددة منها غلاء المهور، والتكاليف بالزواج، وفشوا ظاهرة الطلاق وارتفاع إحصاءاتها، والخلافات الزوجية بشكل مذهل مما يتطلب من الغيورين العناية بهذه القضايا ووضع الحلول المناسبة لها

تذكروا -يا عباد الله- باجتماعكم هذا يوم يجمع الله الأولين والآخرين، تذكروا الموت وكربته، والصراط وزلته، والقبر وظلمته، واستعدوا لذلك بصالح العمل.