للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رمضان شاهد لك أو عليك]

ويا سعادة من جعل من رمضان وقت تغير وتحول في حياته من المعصية إلى الطاعة، ومن البدعة إلى السنة، ومن الإصرار على الذنوب إلى التوبة النصوح.

ويا فلاح أمة عرفت ما صدره التاريخ الإسلامي من أمجاد وانتصارات في رمضان، في معارك الإسلام الفاصلة بين المسلمين وأعدائهم في بدر، وفتح مكة، وعين جالوت وحطين وحذت حذو أسلافها ونصرت دين ربها ورفعت راية الجهاد في سبيل الله، ضد أعداء الإسلام الذين تربصوا بالمسلمين، وغزوا ديارهم، وعبثوا بمقدساتهم!

ويا شقاوة من هتك حرمة هذا الشهر، ودنسه بالمعاصي! فنهاره نوم وخمول، وليله سهر على ما حرم الله، اجتماعات سيئة، ولقاءات فاسدة، الشهر عنده للموائد والتفنن بالمآكل والمشارب، يفطر في تناول أعراض المسلمين بالغيبة والنميمة واللمز والتنابز بالألقاب، لسانه لا يفتؤ يكذب ويظلم ويخاصم ويخوض في القيل والقال، يسمع ويبصر ما حرم الله، يستثقل الصيام، ويستطيل الأيام، فيا خسارة من حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه السهر والتعب!

فلنتقي الله يا عباد الله! ولنحافظ على صومنا ونستغل أوقات شهرنا بالعمل الصالح الذي ينفعنا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:١٨٥].

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم، وتقبل منا صيامنا وقيامنا وهو السميع العليم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه لعلكم تفلحون.