للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحج منطلق للوحدة والتضامن]

إن على الأمة الإسلامية وهي على أبواب هذا الموسم العظيم، أن تعمل بجدٍ وصدق للخروج من المحن والمصائب التي ابتليت بها، فطالما بكى الباكون، وتحدث الغيورون عن الأحوال المزرية التي يمر بها العالم الإسلامي.

أما آن لنا معشر المسلمين أن نأخذ من هذا التجمع الإسلامي العظيم الدروس والعبر في الوحدة والتضامن، والبعد عن الفرقة والتشاحن، وهو يجمع المسلمين، وإن بعدت الديار، ونأت الأقطار، وتباينت الألسن والألوان على عقيدة واحدة، وسنة واحدة في مكان واحد، وهدف واحد؛ لتكون الانطلاقة لحل مشكلات الأمة المتأزمة ضعفاً ومهانةً، واختلافاً وفرقةً، من هذا المكان المبارك، مهبط الوحي ومنبع الرسالة، الذي انطلقت منه عقيدة التوحيد ودعوة الإسلام، ورسالة الخير والسلام؛ لتعم الأصقاع والأنام.

وبذلك يتحقق أكبر منافع الحج، وإنها والله لرسالة عظيمة، وأمانة جسيمة في عنق كل حاج يمثل لبنة في هذا المجتمع الإسلامي الكبير، فيشاطره آماله وآلامه، ويشاركه أفراحه وأتراحه، ويسعى جهده، ليكون جندياً يحمل رسالة الإسلام، ويدافع عن عقيدة التوحيد، ويدعو إليها، وبذلك يتحقق الأمل المنشود، والعز المفقود وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.