الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى، وأدوا ما أوجب الله عليكم من الزكاة، أدوها خالصةً لوجه الله طيبةً بها نفوسكم، واغتنموها قبل أن تغرموها، واحذروا الرياء والسمعة، والمن والأذى عند إخراجها لأصحابها، فالزكاة حق الله، لا تجوز المحاباة بها لمن لا يستحقها، ولا أن يجلب الإنسان بها لنفسه نفعاً، أو أن يدفع عنها ضرراً، ولا أن يقضي بها ماله، أو يدفع بها عنه مذمة، وليتق الله المعطي والآخذ، فلا يجوز لمن ليس من أهلها أن يأخذ منها شيئاً، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب، واعلموا أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ بها الذمة إلا إذا صرفت في أحد المصارف الثمانية، التي حددها الله بقوله:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة:٦٠].
وليس المقام مقام بسط وتوضيحٍ لأحكام الزكاة، فهي مدونة في نظامها، ومن استطاع الرجوع إليها لينهل من نعيمها فليفعل، ومن لم يستطع، فقد قال الله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[الأنبياء:٧].
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبي الرحمة والهدى، من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[الأحزاب:٥٦].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة المسلمين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أدم عليهم التوفيق والنعمة، وأصلح لهم السريرة والبطانة، يا أرحم الراحمين.