وليحذر المسلمون من الانصراف عن عبادة الله عزَّ وجلَّ، أو محبة غير الله سبحانه، أو الانصراف إلى غير الله عزَّ وجلَّ؛ فإن ذلك إذا تحقق فيه الحب، وتحقق فيه العمل له، والسعي في سبيله، ينصرف إليه أنه عُبد من دون الله -والعياذ بالله- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح -في صحيح البخاري وغيره-: {تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة والخميلة} الحديث.
وقد نهانا الله عزَّ وجلَّ عن عبادة الشيطان، فإنه يصرف عن طاعة الله سبحانه وتعالى، فقال:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيم}[يس:٦٠ - ٦١].
فيجب على المسلم أن يقوم بعبادة الله عزَّ وجلَّ، وليحذر صوارف هذه العبادة، من: النفس الأمَّارة بالسوء، أو الشيطان الرجيم -أعاذنا الله منه- وهو يغمز ويهمز ويوقع الإنسان في الوساوس واللبس.
فيجب على المسلم أن يكون في حذر منه، من همزه، ونفخه، ونفثه، وأن يستعيذ بالله عزَّ وجلَّ دائماً وأبداً من وساوسه؛ فإنه يدخل على الإنسان، بل يجري منه مجرى الدم أعاذنا الله وإياكم منه؛ فعلينا أن نحذر مصائده، وأن نحذر حبائله.
كذلك يجب علينا أن نحذر من هذه الغفلة التي أُصيب بها المسلمون في هذا الزمن، الغفلة عن عبادة الله عزَّ وجلَّ.
العبادة رسالة يجب على كل مسلم أن يقوم بها ولا يغفل عنها، والناس فيها على حسب مقامهم في هذه الحياة؛ فالعلماء عليهم من الواجب ما ليس على غيرهم، وطلبة العلم كذلك، وكل من وَلِي مسئولية من أمور المسلمين، فليس مسئوليته كمسئولية غيره، فكلٌّ عليه أن يخدم الإسلام، وأن يقوم بواجبه تجاه الإسلام من عمله الذي يقوم به، وليجعل الدنيا كلها وسيلة إلى الغاية الكبرى، والدار الباقية.