[شبهات جواز الاحتفال بالمولد]
الحمد لله الذي أمرنا بالاتباع، ونهانا عن الابتداع.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واعلموا أن الحق يُعْرَف بالأدلة الشرعية، لا بفعل الناس، فلا تغتروا بكثرة مَن يفعل البدع والاحتفالات، فالله تعالى قد قال: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:١١٦].
وقد زين الشيطان لأرباب هذه البدع شبهات يتبجحون بها ليلبسوا على العامة وقليلي العلم، وهي في الحقيقة أوهى من نسج العنكبوت لمخالفتها النصوص الصريحة من الكتاب والسنة.
- فمِن شبهاتهم: زعمهم أن فعلهم هذا تعبيرٌ عن الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والفرحة بذكرى مولده، وأن مَن لم يفعل ذلك فلا يحب رسول الله!
وتلك حجة واهية، إن يتبع قائلوها إلا الظن وما تهوى الأنفس، فحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو باتباع شرعه، ولزوم سنته، لا بالاحتفالات البِدْعية المنكَرة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:٣١].
- ومِن شبهاتهم: أن هذه الاحتفالات بدعة حسنة:-
وذلك قولٌ باطل، فإن كل بدعة ضلالة، ومِن أين لهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن في الإسلام بدعة حسنة؟
-ومِن شبهاتهم: دعواهم أن الناس تعارفوا عليها وأصبحوا يفعلونها من غير نكير:
ويُرد على ذلك بأنَّا لم نُتَعَبَّد بأفعال الناس وعاداتهم المخالِفَة للدين، وإنما تُعُبِّدْنا بما دل عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله.
ومن العجائب والغرائب أن الشيطان -لعنه الله- قد زين هذه المنكرات لأصحابها ولَعِب بقلوبهم، فطمسها عن قبول الحق، وجعلهم ينشطون ويجتهدون في حضور هذه الاحتفالات، ويتعصبون لها، ويدافعون عنها، ويتهجمون على مَن أنكرها، وربما تركوا كثيراً من الواجبات الشرعية ولا يرفعون بذلك رأسا، ولا شك أن ذلك مِن قلة البصيرة في الدين، ومِن الجهل المبين.
- ومِن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحْضُر بِدَعهم، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين:
وهذا من أبطل الباطل وأقبح الجهل والعياذ بالله.