للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سمعة المسلمين مرهونة بأخلاق سائحيهم]

حذار أن يفهم العالم عن المسلمين وشبابهم أنهم أرباب شهوات وصرعى ملذات!

بل أفهموه بسلوككم أنكم حملة رسالة، وأرباب أعلى هدف وأشرف غاية، وأصحاب شخصية فذة وشريعة خالدة ودين يرعى العقيدة والمبادئ والقيم، ويدير الحياة عن طريق الحق والعدل والسلام، ويبحث عما يكفل للعالم الرقي والتقدم والحضارة.

أمة الإسلام: ومما ينبغي التحذير منه براءةً للذمة، ونصحاً للأمة، ما تعمد إليه بعض الشركات والمؤسسات السياحية من الدعوة إلى السفر إلى بلاد موبوءة، وإظهارها بدعايات مزركشة، وإعلانات مزخرفة، ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب.

إنها تمثل قنابلَ موقوتةً، وألغاماً مخبوءة، لنسخ المبادئ ودوس القيم والأخلاق والفضائل.

ألا وإن من التحدث بنعم الله وشكر آلائه سبحانه ما حبا الله بلادنا المسلمة المباركة -حرسها الله- من مقومات شرعية وتأريخية وحضارية، تجعلها مؤهلة لتكون بلد السياحة النظيفة النقية، فهي -بإذن الله- قادرة على إعطاء مفهوم صحيح، ووجه مشرق للسياحة التي خيل لبعض المفتونين المنهزمين أنها صناعة الفجور والإباحية والانحلال.

أوليس الله قد منّ على بلادنا بالحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين ومحط أنظارهم؟!

أوليست بلادنا تنعم بحمد الله بالأجواء المتنوعة التي تشكل منظومة متألقة، ومجموعة متكاملة، يقل نظيرها في العالم؟!

فمن البقاع المقدسة إلى الشواطئ الجميلة، والبيئة النظيفة السليمة من أمراض الحضارة المادية وإفرازاتها، إلى الجبال الشم الشاهقة ذات المنظر الجميل، والهواء العليل، والأودية الخلابة، والسهول الجذابة، والجداول المنسابة، مروراً بالمصائف الجميلة، والصحاري البديعة، والقمم الرفيعة، والوهاد الواسعة، والبطاح الشاسعة ذات الرمال الذهبية العجيبة.

وأهم من هذه المقومات المادية والحسية: المقومات المعنوية والمميزات الشرعية والخصائص الإسلامية والحضارية، والآداب العربية الأصيلة التي تحكي عبق التأريخ والحضارة المعطرة بالإيمان، الندية بالمروءة والإحسان.

فهل بعد ذلك يستبدل بعض الناس الذي هو أدنى بالذي هو خير بتأثيرات عقدية وثقافية، وانحرافات أخلاقية وسلوكية، ومخاطر أمنية وأمراض صحية ووبائية، مما لا يخفى أمره على ذوي العقول والحجى؟!

وبذلك يتحقق لمن ينشدون الطهر والعفاف والنقاء، والفضيلة والخير والحياء، التمتع بأجواء سياحية مباحة، ويسد الطريق أمام الأبواق الناعقة والأقلام الحاقدة، التي تسعى لجر هذه البلاد المباركة وأهلها إلى ما يفقدها خصائصها ومميزاتها، ويخدش أصالتها وثوابتها، فماذا يريد هؤلاء؟!

وماذا يقصد أولئك؟!

فلنشكر الله على نعمه وآلائه، ولنحافظ عليها بطاعته واتباع أوامره، حفظ الله لهذه البلاد عقيدتها وقيادتها، وأمنها وإيمانها من كيد الكائدين، وسائر بلاد المسلمين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.