للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال الأمة الإسلامية في صدر الإسلام]

إخوة الإسلام: وبالرجوع إلى الوراء قليلاً والتأمل في أمجاد هذه الأمة، والنظر في حال الأمة الإسلامية في صدر الإسلام، وعصر القرون المفضلة، وما سطره التاريخ الإسلامي المجيد بأحرف الذهب على الصفحات المشرقة، يوم أن كانت الأمة الإسلامية متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

شعارها العز والمجد، وسلاحها الإيمان والصدق، نصرت كتاب الله فنصرها الله، صدقت مع الله فصدقها الله وعده، فتحت البلاد وأصلحت العباد، وأرهبت الأعداء، ودانت لها الأمم والشعوب، ودكت عروش الباطل وصروح الكفر، فدخل الناس في دين الله أفواجاً، ورفرفت راية التوحيد على أقطار المعمورة.

اسألوا التاريخ ماذا قدم المسلمون في بدر والأحزاب وفتح مكة؟! وفي اليرموك والقادسية، وفي حطين وعين جالوت وغيرها من معارك المسلمين؟!

بأي سلاح انتصروا! وبأي قلوبٍ خاضوا المعارك! ثم انظروا بعين البصيرة أوضاعكم، وارقبوا أحوالكم، وقارنوا بين ماضيكم العريق وواقعكم الغريق.