[عتاب للدعاة والمصلحين]
ما هي المشكلات الاجتماعية التي نعانيها ويعاني منها المجتمع؟
هناك عدد من المشكلات، والحقيقة أنا أكتفي بذكر بعضها، وأعتذر أني لست منظراً في القضايا الاجتماعية طرحاً وعلاجاً وإبداءً وإعادةً، لكن هي كلمة -علم الله- ما أردت إلا أن أذكر بها وأهمس بها أن هذه المشكلات مشكلات كل مسلم ولا يجوز له أن يتركها أبداً، ويجب عليه أن ينزل إلى ميدان الناس، كفانا كلاماً، وكفانا نقداً وتجريحاً للعلماء، وكفانا وقوعاً في الولاة.
أقلوا عليهم من اللوم لا أبا لأبيكم أو سدوا المكان الذي سدوا
أين الذين يتجردون ويغارون على محارم المسلمين ومجتمعاتهم، ويحسون أن قضايا المجتمع قضاياهم؟! يجب أن يظهروا فيها.
ألا من متجرد لله جاعلاً من نفسه مصلحاً اجتماعياً لكثير من القضايا؟! يكون على مستوى بيته وجيرانه وحيَّه الذي يعيش فيه، وعلى مستوى بيته ومسجده الذي يصلي فيه.
إن السلبية التي نعاني منها وهي إلقاء اللوم على الآخرين، إلى متى نستمر بعرضها؟! هل أجدت؟!
ما أجدت والله الجلسات الصباحية والمسائية التي يقوم بها بعض الناس ويعقدونها نقداً للمجتمع، إلى متى هذا؟ أين دوركم؟ أين نزولكم وإصلاحكم؟
كفى النازلين إلى الميدان رفعة ومكانة أن كان الناس يتكلمون فيهم، كفاهم والله فضيلة لأنهم آثروا العمل على التجريح والنقد اللاذع.
أيها المسلمون: إن صفاء القلب، وإخلاص النوايا، والتعاون؛ من أكبر العوامل لإصلاح المشكلات، وإن الإيجابية في الطرح والواقعية في الأسلوب هذه قضايا نحتاجها، فلسنا بحاجة إلى أن ينزل بعض الناس بحجة الإصلاح فيوقعوا الناس في مشكلات جديدة، إننا بحاجة أن يتعاون الجميع ويتواصوا بوضع الخطط وعرض كثير من القضايا الاجتماعية وإصلاحها عن طريق العلماء والمصلحين ومراكز الدعوة، ما ذنب هؤلاء الهائمين العابثين اللاعبين على البحر -مثلاً- أو على الأرصفة؟!
هؤلاء مسئوليتنا نحن، إلى متى نظل نجلس في المساجد ونتحدث؟! أين النزول إلى الميدان وإصلاح الناس؟!
وما معنا من دعوة وإصلاح يجب أن نعرضه للمجتمع، ونحن بين اثنين: إما من يغرق في السلبية حتى الثمالة ولا يهمه أمر هذا الدين، ويكتفي بمجرد النقد والتخطئة، وإما من ينزل بعاطفة وحماسة واندفاع ويريد الإصلاح بين عشية وضحاها لا.
بل نريد طول النفس في الإصلاح، وبعد النظر في علاج المشكلات، نحن أمة تخوض الدعوة في دمائها إلى أن يتوفاها الله، إذا انتهت قضية فتتبعها قضية أخرى.