فاتقوا الله يا حجاج بيت الله! وأدوا مناسككم على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعاملوا إخوانكم الحجاج المعاملة الحسنة، وتحلوا بحسن السجايا وكريم الشمائل ونبل التعامل واحذروا الإيذاء والتزاحم، وتحلوا بالرفق والتراحم وارعوا لهذا المكان قدسيته، وحافظوا على أمنه ونظامه، واجتنبوا كل ما يعكر صفو هذه الشعيرة العظيمة.
ألا وإن مما يؤسف له تساهل بعض الحجاج هداهم الله بشيء من أعمال المناسك كالرمي والمبيت وغيرها، فيوكلون من غير ضرورة، بل قد يسافر بعضهم إلى بلده ولا يبيت ولا يرمي، وذلك خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتساهلٌ في تعظيم شعائر الله:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:٣٢]، وإذا رمى الحاج وبات بـ منى في اليومين الأولين من أيام التشريق جاز له أن يتعجل ويخرج من منى قبل غروب الشمس من اليوم الثاني عشر ومن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمى الجمرات في اليوم الثالث فهو أفضل وأعظم أجراً، يقول سبحانه:{فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}[البقرة:٢٠٣]، فإذا أراد الحجاج العودة إلى بلادهم وجب عليهم الطواف بالبيت طواف الوداع، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:{أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض} متفق عليه، وإن أخر طواف الإفاضة وطافه مع الوداع أجزأه ذلك ولا حرج إن شاء الله.