للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مصيبة المرأة في ترك حجابها]

أخي المسلم، أختي المسلمة: وإذا كان الاهتمام بالمرأة المسلمة واجباً في كل زمان ومكان، فإنه في زمن المغريات وعصر الانفتاح والشهوات والشبهات أعظم وألزم، كيف وقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء! ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء} وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء}.

الله المستعان -يا عباد الله ويا إماء الله-! فتنة عظمى ومصيبة كبرى أن تترك المرأة شرع ربها وأحكام دينها، وتتساهل بعفافها وحجابها، وتهمل التأسي بسلفها الخيرات، وتعجب بالتقليد والتشبه بالفاجرات، وتصغي إلى الجديد من الأفكار والشعارات، وتنساق وراء العفن والدعايات، وتلهث خلف سراب الأزياء والموضات، بدعوى التقدمية الزائفة، والتحضر والحرية والمدنية المعاصرة.

مدنية لكنها جوفاء وحضارة لكنها أفياء

مرجت عقول الناس حيث استحسنت من صنعها ما استهجن العقلاء

تدعو التهتك والسفور فضيلة ونتاج ذاك الشر والفحشاء

لا وازع يزع الفتاة كمثلما تزع الفتاة صيانة وحياء

وإذا الحياء تهتكت أستاره فعلى العفاف من الفتاة عفاء

ولا ينكر عاقل أن من الحياء المطلوب شرعاً وعرفاً احتشام المرأة وبعدها عن مواقع الفتن ومواطن الريب، وأن حجابها بتغطية وجهها محل الحسن والجمال ومواضع الزينة منها لهو من أكبر احتشام تفعله وتتحلى به، وقد اتفق أهل العلم على أنه إذا لم تؤمن الفتنة فيجب على المرأة بإجماع أن تغطي وجهها ومحاسنها، وهل يقول من يؤمن بالله واليوم الآخر ويغار على عرضه ومحارمه أن هذا العصر -بفتنه ومغرياته وشهواته وشبهاته- لا تؤمن فيه الفتنة؟ نعوذ بالله من الهوى وانتكاس الفطرة.