[دعوة إلى إحياء السنة]
ألا فلتعلم الإنسانية قاطبة، والبشرية جمعاء، هذه الصفحات الناصعة، من رحمة الإسلام ورسول الإسلام والسلام عليه الصلاة والسلام، الذين يجدون ذكر شمائله في توراة موسى، وفي بشارة عيسى؛ وليعلم من يقف وراء الحملات المغرضة ضد الإٍسلام، ورسول الإسلام، وأهل الإسلام، ما يتمتع به الإسلام من مكارم وفضائل، ومحاسن وشمائل، ومدى البون الشاسع، بين عالميتهم الآسنة، وعولمتهم المأفونة، في إهدار للقيم الإنسانية، وإزراء بالمثل الأخلاقية.
وهل تدرك الأمة الإسلامية اليوم الطريقة المثلى للدعوة إلى دينها، وإحياء سنة رسولها صلى الله عليه وسلم، إحياءً عملياً حقيقياً لا صورياً وشكلياً.
إن حقاً على أهل الإسلام وهم المؤتمنون على ميراث النبوة، أن تصقلهم الوقائع، وتربيهم التجارب، إذ لا تزال الفتن والخطوب مدلهمة على هذه الأمة.
وإذا كانت الأمة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها تتحدث عن شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم فكيف يطيب الحديث ويحلو الكلام ومقدسات المسلمين يعيث فيها أعداء الإسلام من اليهود المعتدين؟
وهاهم يُصعدون عدوانهم وإرهابهم، يجدّون في إذكاء نار الفتنة في صلف ورعونة على سمع العالم وبصره، تحدياً لمشاعر المسلمين في مسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين أقر الله أعين المؤمنين بفك أسره من اليهود الغاصبين، وجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين.
كيف يجمل الحديث وأعداء المسلمين -من الملحدين- يُصرون على صلفهم وعدوانهم ضد إخواننا وحرماتنا في الشيشان المجاهدة؟
كيف يحلو الكلام والهندوس الوثنيون يُمعنون في حقدهم السافر، ضد إخواننا ومشاعرنا في كشمير المسلمة، مما ينذر بخطرٍ داهم، وحربٍ ضروس في القارة الهندية برمتها، مما يتطلب ضبط النفس، والإصغاء إلى لغة الحوار، وصوت العقل والمنطق، ورد الحقوق إلى أصحابها؟
كيف وكيف؟؟ وكثير من قضايانا الإسلامية معلقة، وأوضاع أمتنا متردية إلا من رحم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإن الأمة اليوم بأمس الحاجة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخها إلى التمسك الصحيح بدينها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلم في محبةٍ وتآلف واعتصام، وفي سماحة ويُسرٍ ووئام، وبذلك تتحقق وحدة الصف، وجمع الشمل، وتوحيد الكلمة على منهج الكتاب والسنة لفهم سلف الأمة رحمهم الله، فلن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وبذلك تنكشف الغمة عن هذه الأمة، وما ذلك على الله بعزيز، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:٢١] بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل خطيئة وإثم؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.