أيها المسلمون: أرأيتم إلى القوى الكامنة في الجهاز المحرك لأي آلة سريعة معاصرة، كيف تدفع بها إلى أن تحَلِّق في آفاق السماء، وتجوب أجواء الفضاء؛ لتقطع المسافات الشاسعة لبرهة يسيرة؟! وأنه بحسب قوة دفع المحرك أو ضعفه تظهر آثار السير أو تتبين مواطن الخلل!
إذا كان هذا في المعايير المادية، فإن الأمور المعنوية هي الأخرى كذلك بحاجة إلى قوىً كامنةٍ، تدفع بعجلة محرك الخير في الأفراد، وتشعل فتيله في المجتمعات؛ لتتفيء الأمة ظلال الأمن الوارف، ودوحة الإيمان البهية، وتجني ثمار الدعوة يانعةً شهية، لما تمثله الدعوة إلى الله من مادة حياة القلوب، وصلاح الأفراد والشعوب، وأمن وسلامة الأمة، ونسيم رَوحها، وقوة رُوحها، وسبب خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة.