للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة في القرآن والسنة]

قال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:١٢٥].

ويقول عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:٣٣] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال الحسن البصري لما تلا هذه الآية: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته، وقال: إنني من المسلمين، هذا خليفة الله.

ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم وغيره: {مَن دعا إلى هدىً كان له مِن الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك مِن أجورهم شيئاً}.

ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {بلغوا عني ولو آية}.

وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علياً يوم خيبر، وأمره بالدعوة إلى الإسلام، ثم قال: {فوالله لأَن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.

الله أكبر! يا له من فضل عظيم قد فرط فيه كثير من المسلمين ممن غفلوا عن أداء واجبهم في الدعوة إلى الله التي هي رسالة المجتمع الإسلامي بعامة، مما يتطلب نوايا مخلصة، وعزائم دائبة، ومساعي حثيثة، ووسائل قويمة مبنية على العلم النافع، والعمل الصالح، والأسلوب الأمثل، مؤسسة على الإخلاص لله، والتجرد من التحزب المقيت، والتعصب المذموم.