الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وهدانا للإيمان، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من أطاعه واتبع دينه أكرمه بكل منةٍ دنيوية وأخروية، ومن عصاه وخالف أمره سلب عنه النعمة وأحل به النقمة، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، خير من تمسك بالإسلام ودعا إليه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
عباد الله: ما أنعم الله على عباده بنعمة وما منّ به عليهم من منة هي أعظم وأجل من نعمة الإسلام، فقد شرع لنا سبحانه من الدين ما فيه سعادة البلاد والعباد، وهدانا إلى ما فيه صلاح المعاش والمعاد، وبيَّن لنا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سبيل الهدى والرشاد، وأوضح لنا معالم الصلاح والفساد؛ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}[الأنفال٤٢].
لقد كان الناس قبل الإسلام على جانبٍ عظيم من الغي والضلال، يعيشون حياة الشرك والوثنية، يعبدون الأشجار والأحجار، ويحيون حياة السلب والنهب والفتك والقتال، والظلم والجور والعداء وسيء الأفعال، إلى أن بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، فأخرجهم -بإذن ربهم- من الظلمات إلى النور، من ظلمات الشرك والكفر والوثنية إلى نور الحق والإيمان، ورفعهم من حضيض الجهالة وسوء الحال إلى ذروة المجد وقمة الكمال.