وكم كانت المسكرات والمخدرات سبباً لأمراض القلب، وتصلب الشرايين، واعتلال الجهاز الهضمي، والتنفسي والتناسلي، وإتلاف خلايا المخ، وتدمير المراكز العصيبة لدى الإنسان، فيصبح شخصاً معتلاً شبحاً مخيفاً، مرتبك التفكير، قلقاً غير متوازن، وتقل قواه العقلية، فيهذي بما لا يدري، ويهرف بما لا يعرف، ويصاب بالهلوسة والهستيريا، فتسوء علاقته مع أسرته ومجتمعه.
ولقد أثبتت الدراسات أنه كلما زادت ظاهرة استعمال المخدرات في مجتمع من المجتمعات ارتفعت معدلات أخطر الجرائم الأمنية والأخلاقية وسواها، كما ثبت أن نسبة أكثر من (٥٠%) من حوادث السيارات التي يذهب بسببها الأبرياء، وتخلف ورائها العديد من المآسي، يرجع السبب في وقوعها إلى استعمال السائقين للمخدرات والمسكرات، حيث تسبب لهم الرعونة والتهور، وعلى الذين يظنون أن ذلك ضربٌ من المبالغة، عليهم أن يتعرفوا على من يملئون السجون، ومن يعرض في المحاكم، ومن يعالج في المستشفيات النفسية، وعليهم أن يراجعوا الجهات المعنية، ويقرءوا الإحصاءات التي تهدد البشرية، فكم من ملايين الحبوب والمخدرات تجلب يومياً للفتك بأجيال المسلمين!؟
الأمر خطير يا عباد الله! ولا يسع مسلماً التغاضي عنه والسكوت عليه، وكيف يسكت المسلمون وهم يُقادون عن طريق هذا الوباء إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله؟!