عباد الله: إن مروج الشائعة لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرف التفكير، صفيق الوجه، عديم المروءة، ضعيف الديانة، يتقاطر خسة ودناءة، قد ترسب الغل في أحشائه، فلا يستريح حتى يزبد ويرغي، ويفسد ويؤذي.
فتان فتاك، ساع في الأرض في الفساد، يجر الفتن للبلاد والعباد، إنه عضو مسموم، ذو تجاسر مذموم، وبذاء محموم، يسري سريان النار في الهشيم، يتلون كالحرباء، وينفث سمومه كالحية الرقطاء، ديدنه الإفساد والهمز.
وسلوكه الشر واللمز، وعادته الخبث والغمز، لا يفتؤ إثارة وتشويشاً، ولا ينفك كذباً وتحريشاً، ولا يبرح تقولاً وتهويشاً، فكم حصلت وحصلت من جناية على المؤهلين الأتقياء، بسبب شائعة دعي مأفون، ذي لسان شرير وقلم أجير، في سوء نية، وخبث طوية، وهذا سر النزيف الدائم في جسد الأمة الإسلامية.