الحمد لله الذي حكم بزوال هذه الدار، وأمر بأخذ العدة لدار القرار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المختار، صَلَّى اللهُ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الأبرار.
أما بعد:
فاتقوا الله -يا عباد الله- واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، وحاسبوا أنفسكم عند وداع عامكم، وتوبوا إلى ربكم توبة نصوحاً، ومن كان منكم أحسن فيما مضى من أيامه، فليحمد الله على ذلك، ويستمر عليه إلى الممات، ومن كان مفرطاً في شيءٍ من الواجبات، أو مرتكباً لشيء من المحرمات فليتب إلى ربه، ويندم على فعله، ويقلع عن معصيته، ويعزم على ألا يعود إليها في مستقبل أيامه وأعوامه.
ألا فصلوا وسلموا على من ربه حتى أتاه اليقين نبينا محمد سيد الأولين والآخرين، وأشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين.
اللهم آمنا في ديننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم هداة مهتدين يا رب العالمين!
اللهم وفق المسلمين لما تحب وترضى، اللهم وفقهم للتمسك بدينك القويم، واتباع سنة نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر.
اللهم اجعل عامنا الجديد عام نصرٍ وعزة للمسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، وعام ذلٍ وهوانٍ وخذلانٍ لأعدائك أعداء الدين، يا رب العالمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أعلى وأعز وأجل وأكبر، والله يعلم ما تصنعون.