للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تذكر أحوال المسلمين]

أمة الإسلام! إن المسلم المرتبط بإسلامه وبإيمانه وأخوة الإسلام أن يكون شعوره مع شعور إخوانه في العقيدة، يتذكر أحوالهم ومآسيهم، لا سيما الذين يعيشون حياة القتل والتشريد والاضطهاد، فهل من الإحساس بشعورهم إهمال قضاياهم؟

أين الأحاسيس المرهفة، والمشاعر الفياضة؟

فأناس يفكرون في أحوال إخوانهم المسلمين، يُفكرون في مقدسات المسلمين وما يمر به المسجد الأقصى المبارك، وما تضج به فلسطين المسلمة المجاهدة لا سيما في هذه الأيام، وآخرون يفكرون في قضاء إجازاتهم في منتجعات ما، فالله المستعان.

ولقد هز مسامع الغيورين، وأجف مآقي المسلمين، ما أقدم عليه اليهود الخبثاء من استفزاز صارح وتحدٍ سافر لمشاعر المسلمين، وذلك عن طريق ما قاموا به أخيراً وليس آخراً، من عمل منشوراتٍ مغرضة، ورسومٍ ساخرة، تنال من الإسلام؛ بل من نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، بل وعلى دستور المسلمين، فأين المسلمون؟

أين القادة والزعماء عن اتخاذ المواقف الجريئة ضد هذه الجريمة، ضد من لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، لقد تمادى القوم ولا بد من وقفة عمرية، وغضبة مضرية، ووقفة صلاحية، ونخوة معتصمية هذا هو الأمل وعلينا الصدق والعمل، والله المستعان! {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:٢١]، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:٤٠].

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، كما أمركم بذلك جل في علاه، فقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وصفوتنا محمد بن عبد الله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، من اليهود الغاصبين، وسائر المفسدين المعتدين يا رب العالمين.

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا ومقدساتنا، وأراد جيلنا بسوءٍ فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين، اللهم كن للمستضعفين في كل مكان، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود المعتدين، اللهم أنقذه يا حي يا قيوم من اعتداء المعتدين، ومكر الماكرين، وكيد الكائدين.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم انصر به دينك، وأعلِ به كلمتك، وارفع به كلمة المسلمين، واجمع به كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.