[حوادث العام والمآسي في الأمة]
أمة الإسلام: تعالوا بنا نتساءل عن أحوال أمتنا خلال عام، فلا تزال مآسي المسلمين مستمرة في كثير من بقاع العالم، ما هي أخبار أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين؟
ما هي آخر أخبار إخواننا في جمهورية البوسة والهرسك؟
وما هي أنباؤهم في الشيشان؟
وما أخبارهم في كشمير؟
وفي كثير من البقاع، إن أحوالهم تشكى إلى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل! مذابح رهيبة، ومجاعة مخيفة، وتشرد وتهجير، آلاف الرجال قتِّلوا، وآلاف النساء رمِّلن، وآلاف الأطفال يتموا، دماء جارية، وأعارض منتهكة، مساجد مهدمة، وبيوت مخربة، وأموال مغتصبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
إن كثيراً من إخواننا المسلمين يعيشون بلا مأوى ولا غذاء ولا كساء ولا ماء ولا دواء، يتحرك غير المسلمين، وتتحرك منظمات مشبوهة لكفالة أبناء المسلمين ونقلهم إلى خارج بلادهم، والمسلمون لا بواكي لهم، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله!
إن إخوانكم المسلمين في بقاع كثيرة من العالم يشكون إلى الله ضعف قوتهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس، وينتظرون تحرك مشاعركم واستنهاض عزائمكم، ودعمكم لهم بالمال والدعاء، وينادون (وا إسلاماه) لعل نخوة تتحرك وعقيدة تتفاعل؛ لتكون نوازل المسلمين سحابة صيف تنقشع عما قريب بإذن الله، لأن النصر للإسلام وأهله {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:٤٧].
أمة الإسلام: لقد شهد هذا العام حدثين خطيرين جديرين بالتوقف، يجب ألا يمرا دون أخذ الدروس والعبر منهما، أما أحدهما فهو: المذبحة البشعة والمجزرة الرهيبة التي قام بها يهود على أرض لبنان، وهي مأساة تؤكد مدى عداوة أعداء الله ورسوله والمؤمنين للإسلام وأهله وأرضه، وتبرهن للحالمين بدعوى السلام أنهم يعيشون أحلام يقظة ويرومون جني العنب من الشوك، وهيهات! إنه لا سلام مع إخوان القردة والخنازير، وإنما هو مهانة واستسلام، ولا مساومة على مقدسات المسلمين فهي إسلامية إسلامية إسلامية، ويجب أن تبقى كذلك إلى الأبد، بل لأبد الأبد، ولكن يا ليت قومنا يعلمون.
أما الحدث الآخر فهو: حادث التفجير الآثم الذي وقع في عاصمة بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله بشرعه، وما تنطوي عليه هذه الجريمة من أبعاد خطيرة على شبابنا حين يفرط بالثوابت والأصول ويتخلى عن علمائه ويسلم قياده لأفكار خطيرة ومناهج دخيلة، ولقد يسر الله بفضله وتوفيقه القبض على المجرمين بفضل الله وحده، ثم بفضل الجهود الجبارة التي يقوم بها من يهمهم أمن هذه البلاد المحروسة، وساء كل مسلم أن يكونوا من أبناء جلدتنا فيقوموا ضدنا.
أعلمه الرماية كل يومٍ فلما اشتد ساعده رماني
ولكن يبقى الدرس والعبرة، وتكاتف البيت والأسرة والمدرسة ودور التربية والتعليم، ووسائل الإعلام أن تقوم بتربية شبابنا دون إفراط ولا تفريط، وليحذر من يريد الاصطياد في الماء العكر من مغبة فعله، حيث ينسب للدين وأهله ما ليس منه لخطأ آحاد من الناس، فليست كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء فحمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله المستعان.
يجب أن تعالج الأمور بالهدوء والرفقة والحكمة فالحكمة ضالة المؤمن.
نسأل الله عز وجل أن يختم لنا عامنا بخير، اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا وأعوامنا وأعمارنا يا ذا الجلال والإكرام، وبالسعادة آجالنا، واجعل حاضرنا خيراً من ماضينا، ومستقبلنا خيراً من حاضرنا يا حي يا قيوم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.