للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توالي الحملات الغربية المغلفة]

إخوة الإيمان: ومما يؤكد أنه قد آن الأوان لتبني الأمة لهذا المشروع الحضاري: أن تلك الحملات المغرضة تقدم للعالم بقالب آخاذ تغطيه أصباغ خادعة، ومكايد حضارية مصطنعة، لا يلبث قناعها أن يسقط؛ ليتبدى زيف الشعارات وترنح هذا الحضارات، فقدمت الحملات تحت شعار حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، ومن أجل الحرية والعدالة والمساواة والرخاء والانفتاح، وتخليص الإنسانية من الجمود والتخلف، والتقدم بها نحو حياة تسودها مقايس التحديث والتقدم والحضارة، في حرب مصطلحات خطيرة، يوشك أن تخدع ببهرجتها كثيراً من المنهزمين من أبناء هذه الأمة.

أمة الإسلام: لقد استهدفت هذه الحملات الدعائية القضاء على الوجه الإسلامي المتألق، وتشويه صورته الوضاءة، والهجوم على حضارتنا الإسلامية، وقيمنا الاجتماعية المحافظة، في عولمة مشبوهة تنفث سمومها لتفرض أنماطاً من الهيمنة الفكرية والأخلاقية على الأمة الإسلامية وتحمل أبعاداً عقدية خطيرة.

ومن الأسف أن ينبري بعض المخدوعين من أدعياء الفكر والثقافة، بأصوات بغبغاوية، ليستعدي -أصحاب هذه الحملات المغرضة- على أمته وتاريخه وبلاده في تشويه متعمد، وآخرون في تشويه غير متعمد؛ ممن يجهلون أو يتجاهلون حقيقة رسالة الإسلام الحضارية، فلا يحسن عرضه وتقديمه للعالم بجمالياته ومحاسنه وأخلاقياته ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينه.