أيها المسلمون! هاهي طلائع عباد الرحمن وفدت إلينا، وفدت إليكم يا أهل أم القرى، فماذا أعددتم لهم من قِرى، إن القِرى المطلوب قِرى الروح والخلق وحسن التعامل، فليتق الله المسئولون عن الحجيج، وليتق الله المطوفون والمسئولون عن حملات الحج والعمرة، ليخلصوا أعمالهم لله، وليرعوا شئون عباد الله، وليعلموا أنهم مسئولون عنهم أمام الله، وليكونوا عند حسن الظن بهم، فلقد كان العرب وهم في جاهليتهم يُكرمون الحجيج، وما السقاية والرعاية والرفادة والوفادة إلا دليل على ذلك، فأهل الإسلام أولى بذلك وأحرى.
فاتقوا الله -عباد الله- والتزموا -جميعاً- بالآداب الإسلامية، وعلينا -جميعاً- أن نحمد الله ونشكره على ما حبانا من نعمة هذه البقاع المباركة، وأن نرعى الأدب فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا التأدب بآداب الإسلام، وأن يرزقنا اتباع سنة سيد الأنام بمنه وكرمه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.