[أسباب سوء الخاتمة]
أيها الإخوة في الله، أما الأسباب التي تنشأ عنها سوء الخاتمة والعياذ بالله، فهي كثيرة جداً، فمن أهمها:
مواقعة الذنوب والمعاصي.
التسويف في التوبة، فتمر الأيام تلو الأيام، بل الشهور والأعوام، والإنسان على حاله، يُمَنِّي نفسه بالتوبة كل عام، أو كلما تقدم به العمر، فيا سبحان الله! من يضمن له أن يعيش ولو لحظة واحدة؟!
ألا نعتبر بالحوادث والمفاجئات؟! ألا نصور أنفسنا محل من يباغتهم هادم اللذات، ومفرق الجماعات؛ ولكن نجح الشيطان أعاذنا الله منه في تزيين التسويف عند كثير من الناس، فالشاب سيتوب في الشيخوخة، والصغير في الكبر، وهكذا والعياذ بالله.
فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على حسن الخاتمة، وخذوا بأسبابها {فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:٣٣].
روى البخاري والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: {كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل}.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: [[إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك]].
لقد كان مكحول رحمه الله إذا رأى جنازة قال: اغدوا، فإنا رائحون.
موعظة بليغة، وغفلة سريعة، يذهب الأول، والآخر لا عقل له.
فلنتق الله يا عباد الله، ولنحرص على حسن الخاتمة، ولنسأل الله ذلك دائماً وأبداً.
اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وارزقنا اللهم حسن الخاتمة، وأعذنا من سوئها، يا حي! يا قيوم! وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واختم لنا عامنا هذا بالتوبة، والتوفيق لما تحبه وترضاه، يا رب العالمين!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.