أمة الإسلام، ولم تكن الحاجة إلى الدعوة بل الضرورة إليها ماسة في عصر من العصور، كهذا العصر الذي يشهد الصراع بين الحق والباطل على أشده.
فقد بلغ دعاةُ الباطل ما لم يبلغوه في أي عصر مضى، واستخدموا من الوسائل ما يفطِّر قلوب أهل الحق، وتشيب منه نواصيهم، ولا يزال كثير من أهل الخير والحق في انشغال عن قضاياهم الأساسية، وإغراق في جزئيات وأمور هامشية، ولهذا ظهروا أمام غيرهم في شكل باهت داكن ومظهَر شاحب مرباد، شوهته الخلافات في عصر اتسم بالانفتاح والعولمة، وخطا دعاةُ الباطل إلى استثمار وسائل الاتصال الحديثة، كالقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية، في نشر باطلهم، في موجات من الغزو المركز الذي يتطلب حصانة قوية، ووعياً عميقاً، كما يتطلب ضرورة استثمار هذه الوسائل في الدعوة الإسلامية؛ لأنها تعد الأكثر انتشاراً، والأبلغ رواجاً وتأثيراً.
والمتأمل في واقع الدعوة يجد أن هناك ظروفاً تغيرت، وأحوالاً تبدلت، ووسائل استجدت، ولا بد من أخذ زمام المبادرة لشغلها بالحق، بدل أن تُشغل بالباطل.
ماذا جنى المسلمون لما قصروا في المبادرات العملية في شَغل هذه الوسائل الحديثة؟! لقد ابتدرها أهل الأهواء والشهوات، فضلوا وأضلوا.
إنه بالنظر إلى واقع التقانات الحديثة يرجع الغيور بالأسى وهو يرى الباطل يرفع عقيرته دونما خوف من الله ولا خجل من عباد الله.