للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الضوابط الشرعية للسفر]

لكن السفر في الإسلام له حدودٌ مرعية، وضوابط شرعية منها:

أن يكون السفر في حدود بلاد الإسلام المحافظة، أما أن يكون إلى بقاعٍ موضوعة، ومستنقعاتٍ محمومة، وأماكن مشبوهة فلا.

ما لم يكن ثَم ضرورة، مع المحافظة على شعائر الإسلام، لاسيما الصلاة، وهل يلقى بالحمل الوديع في غابات الوحوش الكاسرة، والسباع الضارية؟!

وقد ذكر أهل العلم شروطاً ثلاثة لجواز السفر إلى بلاد غير المسلمين:

أولها: أن يكون عند الإنسان دينٌ يدفع به الشهوات.

ثانيها: أن يكون عنده علمٌ يدفع به الشبهات.

ثالثها: الضرورة الشرعية كعلاجٍ ونحوه.

فيا أيها المسافرون: هلا سألتم أنفسكم إلى أين تسافرون؟

ولماذا تسافرون؟ أفي طاعة الله أسفاركم، أم إلى معصيته ارتحالكم؟

فإذا كان سفركم طاعة لله في منع ما يسخط الله فالحمد لله، وامضوا على بركة الله تكلؤكم عناية الله، وإن كان سفركم في معصية الله وفي غير طاعته ورضاه فاتقوا الله واستحيوا من الله، فإنه يراكم ومطلع عليكم: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:١].

يا أيها المسافرون: اجعلوا سفركم ابتغاء مرضاة الله، وإن كنتم تنوون في أسفاركم المعاصي فأنتم مدعوون إلى الرجوع عنها وتغيير هذه النية السيئة، مدعوون إلى التوبة والإنابة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم:٨].

أخي المسافر المبارك: إن المسلم الواعي هو من أعمل فكره، وأخذ من أحداث الناس عبرة، فكم من أناسٍ سافروا طلباً لاقتراف الحرام، وبحثاً عن المعاصي وقبيح الآثام، فكان جزاؤهم الخيبة والخسران، أصابتهم الأمراض المستعصية، وانتقلت إليهم الجراثيم المعدية، بما كسبت أيديهم، وبما اقترفوا من معصية باريهم.

أتفرح بالذنوب وبالمعاصي وتنسى يوم يأخذ بالنواصي