حجاج بيت الله! عظموا -رحمكم الله- شعائر ربكم وشرائعه {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:٣٢] واعقدوا العزم الأكيد على العمل بدينكم، مصدر عزكم ونصركم وسعادتكم في الدنيا والآخرة، واجعلوا من مناسبات الإسلام العظيمة نقطة تحولٍ إيجابية في حياتكم، وانطلاقة جادةً لتصحيح أحوالكم، وتقويم أوضاعكم، وصفحةً جديدة للعمل البنَّاء المثمر؛ فيما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، ومحطة تزود من وقود القلوب؛ للإيمان والتقوى، والتخفف من الذنوب والمعاصي، وصفحةً جديدة للإقبال على الله، والتوبة الصادقة، ومحاسبة النفوس، والإقلاع عن كل ما حرمه الشرع ونهى عنه.
فالواجب على أهل الحلِّ والعقد في بلاد الإسلام، أن يستغلوا فرصة هذا الاجتماع العظيم، لتقويم مسيرتهم، وحل مشكلاتهم بأنفسهم، وعلى علماء الإسلام، وقادة المسلمين، ودعاة الخير والإصلاح، أن يجعلوا من حِكَم ومقاصد هذه الشريعة من هذا الاجتماع الكبير، انطلاقة جادةً للدعوة إلى الله، ونشر العلم الشرعي، بمنهجٍ سليمٍ وعرضٍ صحيح، وحكمةٍ نافذةٍ، وبصيرةٍ نيِّرة، إن لم يكن اجتماع المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الكبير نقطةً لاجتماع كلمتهم على الحق، وتوحيد صفوفهم وتضامنهم؛ فمتى يكون ذلك؟
فلا بد من إعداد العدد، وتنسيق الخطط، وتوحيد الجهود لحل مشكلات المسلمين.