للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آثار التساهل في العبادة]

إن المتأمل في تاريخ المسلمين -بل المتأمل في واقع العالم الإسلامي اليوم- يجد أن البلاد التي أعرضت عن طاعة الله سبحانه، ووقعت في معصيته، وبارزته، ولم تستحِ من الله سبحانه وتعالى، وأهملت جانب عبادته، انظروا إليها! واسمعوا أخبارها! أما تسمعون الحروب الطاحنة؟!

أما تسمعون القلاقل والفتن والاضطراب والخوف وعدم الأمن على الأنفس والأموال والأعراض؟! كل ذلك موجود نسمعه؛ لا تسمع إلا حروباً طاحنة، ولا تسمع إلا استيلاءً وقتلاً وتشريداً، ولا تسمع إلا انتقاماً من الله سبحانه وتعالى، إما بالأعاصير المهلكة، أو الفيضانات المدمرة، أو القلاقل والمجاعات، الذين يموتون يومياً من الجوع، والذين يموتون يومياً من الأمراض، لماذا كل ذلك؟ للتقصير في جنب الله، والتفريط في حق الله سبحانه وتعالى، وإلا فقد قال الله سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:٩٦ - ٩٩].

فالأمر خطير جد خطير يا عباد الله!