الحمد لله شرع لنا النكاح، وحرم علينا السفاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الإصباح، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله إمام الدعاة ورائد الإصلاح، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ واقتفى أثرهم بإيمانٍ ما تعاقب المساء والصباح، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله معشر المسلمين! واشكروه على نعمه الباطنة والظاهرة، وآلائه ومننه المتكاثرة اتقوه جل وعلا في السر والعلن، واحذروا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
أيها الأحبة في الله: وإشارة خامسة إلى ما أحدثه بعض الناس في حفلات الزواج من الأمور المنكرة في الشرع، فعلاوة على الإسراف والتبذير والتفاخر والمباهاة عند بعضهم توجد أمورٌ أخرى توسع بعض الناس فيها؛ بسبب ضعف الإيمان وقلة العلم والإغراق في المادة، فمن ذلك: أن يجعل بعضهم من حفلات الزواج موسماً للاختلاط بين الرجال والنساء، وإظهار الزوج مع زوجته أمام الحاضرين وهم بكامل الزينة، وتلتقط الصور المحرمة لهم، وفي هذا من الفتن والفساد ما لا يعلمه إلا الله.
ومنهم من يجعله موسم سمرٍ وسهرٍ على اللهو واللعب، إلى هزيع من الليل، فيفوت فريضة الله عليه، وصنفٌ يضيع الحياء من الله ومن عباد الله، فيجعل فرصة الزواج فرصة للعلاقات المشبوهة، واللقاءات المحرمة.
وبعضهم يؤذي جيرانه وإخوانه المسلمين، وفئة تجعله فرصة للسماع المحرم للأغاني الخليعة، ورفع أصوات المعازف والمزامير المنكرة التي تذكي الشهوة، وتصد عن ذكر الله، وتكون ذريعة إلى الفساد والعياذ بالله.