للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آثار انهيار الأسرة المسلمة]

هل غُزِيَ المسلمون في عقر دورهم وكثرت بينهم الفتن والمشكلات، ودبت البغضاء والخلافات، وفسد كثير من الناشئة، وتمرد كثير من الأبناء والأجيال، وعمت الخلافات الزوجية، والمشكلات الأسرية، وارتفعت معدلات نسب الطلاق في كثير من المجتمعات، وبلغت مؤشرات خطيرة تنذر بأخطار داهمة، وكثرت المشكلات الزوجية، والخصومات الأسرية في المحاكم وغيرها، وأصبحت حياة كثير من الأسر جحيماً لا يطاق؛ إلا لما أهمل كثير من المسلمين أمر الأسرة، فانشغل الآباء عن تربية أسرهم والحفاظ على أبنائهم من قرناء السوء الذين يفسدون في الأرض ولا يُصلحون.

فكم زجوا بأبناء المسلمين في مهاوي الرذيلة والفساد وأودية الضياع والدمار؟! فما الذي سبب انتشار الجرائم ورواج سوق المسكرات والمخدرات، وانحراف الأحداث؟ إلا إهمال أمر الأبناء والأسر، وترك الحبل لهم على الغارب، يفعلون ما يشاءون دون رقيب ولا حسيب.

وإن انشغال من بأيديهم القوامة على الأسرة عن تسيير دفتها، وقيادة سفينتها، ومتابعة أعضائها، يقود إلى غرقها وتعرضها لأمواج الفساد وطوفان الضياع والدمار، خصوصاً في هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الإسلام، وتطلاطمت فيه أمواج الفساد، وكثرت الفتن، حتى لكأن الولد فيه حمل وديع في أرض مسبعة، إن غفل عنه تخطفته السباع الضارية، والوحوش الكاسرة، والله المستعان.

كيف ونحن نعيش اليوم في عصر تقذف فيه المطابع بغزو فكري وأخلاقي بهجمات محمومة عبر مجلات هابطة وكتب مسمومة؟

كيف والعصر عصر إعلام بما تحمله الكلمة من معنى؟

ونحن نعيش اليوم عصر الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، لكننا نحمد الله أن وفق ولي أمرنا للتوجيه بمنع ما يخالف ديننا وقيمنا وأخلاقنا.