للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نبذ الأهواء المخالفة للشرع]

الحمد الله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

أيها المسلمون! اتقوا الله تعالى وأطيعوه، واتبعوا شرعه ولا تعصوه.

عباد الله! إن الواجب على المسلم عندما يسمع أمر الله وأمر رسوله، عليه أن يبادر بالامتثال، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:٣٦].

أي: لا يحل لمن يؤمن بالله أن يختار من أمر نفسه ما شاء، بل يجب عليه أن ينقاد لقضاء الله وأمره، وإن كان مخالفاً لهواه، كما لا يجوز له إذا استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعها أو يخالفها ولو كان هواه على خلافها، لأن في قضاء الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الخير العاجل والآجل، ومخالفة أمر الله ورسوله توجب الفتنة والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:٣٧].

واعلموا -عباد الله- أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على من بعثه الله رحمةً للعالمين، وشرَّفه على الأولين والآخرين محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم على إمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه.

اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين، يا رب العالمين.

اللهم انصر المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، اللهم انصرهم ووفقهم وأعنهم وسددهم يا رب العالمين.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.

اللهم وأظهر الهدى ودين الحق الذي بعثت به نبيك صلى الله عليه وسلم على الدين كله ولو كره المشركون.

اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين، اللهم انصره وأعزه بالإسلام، يا رب العالمين! اللهم اجعله خير ناصرٍ لهذا الدين، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير يا أرحم الراحمين.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.