للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العبادات في دين الله توقيفية]

العبادات في هذا الدين توقيفية، يجب أن يأخذها المسلم من مصدريها كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؛ فلا يزيد في دين الله ما لم يأذن به الله، ولا يأتي بشيء جديدٍ في هذا الدين، فالله سبحانه يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة:٣] فالدين كامل، والإسلام تام، فما علينا إلا أن نعمل بما في ديننا ونحذر من الزيادة عليه وما أكثر الزيادة التي وقع فيها كثيرٌ من المسلمين، هدانا الله وإياهم، فبضعف العقيدة، وقلة الولاء والمتابعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وتقليد أعداء الإسلام، والتشبه بهم، حصل في المسلمين مجاوزة، عن الحد المرسوم لهم، الذي يجب عليهم الوقوف عنده، امتثالاً لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، وهو حديثٌ عظيمٌ من قواعد هذا الدين، يقول فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} وفي رواية مسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} فكل عمل ليس عليه سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنة خلفائه الراشدين فهو مردود على صاحبه كائناً من كان.

فليسع الناس المصدر الأساسي كتاب الله سبحانه، وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل أمرٍ من أمورهم، في عقيدتهم يُخلصوا لله ويتابعوا سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القولية والعملية، في عباداتهم يتبعون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو القائل عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري وغيره: {صلوا كما رأيتموني أصلي} وهو القائل: {خذوا عني مناسككم}.

فالعبادات كيفيتها ومنهجها وعمل المسلم فيها يجب أن تكون على وفق السنة، فلا زيادة، ولا تشدد، ولا غلو، ولا تساهل، يجب على العباد أن يكونوا وقافين عند كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وعليهم أن يسألوا ويتعلموا ويبحثوا عن هذا الأمر ليصلوا إليه.

يسألوا ما هي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام في الصلاة وما هي سنته في الحج، وما طريقته ومنهجه في الدعوة إلى الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الجهاد في سبيل الله وفي غير ذلك من الأمور.