للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلاج الناجع لواقع الأمة الإسلامية المؤلم]

تلك -يا إخوة العقيدة- جولة سريعة في أوضاع أمتنا، وقد تشخص الداء، وعرفت أسبابه، التي يجمعها الإعراض عن ديننا وإسلامنا وعن كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن من المسئول عما حدث للمسلمين؟ على من تقع مسئولية النهوض بالأمة من كبوتها؟

من المسئول عن إصلاح سفينة الأمة التي تتقاذفها الأمواج من هنا وهناك؟!

ما العلاج الناجع لكل ما حدث ويحدث؟

إن المسئولية -يا إخوة الإسلام- تقع على عاتق كل منتسبٍ لهذا الدين، الكل طبيبٌ في أمراض أمته، ما دمنا شعرنا بفساد الوضع، وتدهور الموقف وخطورته، يجب علينا أن نتحرك جميعاً في سبيل الإصلاح، لا نلقي بالتبعة على غيرنا، ولا نتخلى عن المسئولية، كلٌ في مجال اختصاصه، وما أتيح له من إمكانات، كلٌ على حسب قدرته واستطاعته، القائد والمعلم، العالم والداعية، والموظف والتاجر، الشاب والمرأة، كلهم على ثغراتٍ من ثغور الإسلام، إسلامكم -أيها المسلمون- رأس مالكم، كلٌ يربي نفسه وأسرته وأولاده، يؤثر في محيطه ويتفاعل مع مجتمعه، إنني أناشد في المسلمين غيرتهم وشهامتهم وكرامتهم.

أملنا في الله كبير، وفألنا عظيم أن تعود الأمة من ذلٍ إلى عزة، ومن هزيمة إلى نصر، ثم أملنا بعد الله معقودٌ على قادة الأمة الإسلامية، الذين تتطلع آمال الأمة الإسلامية، وتتجه أنظارهم صوب اجتماعهم القريب وتشرئب أعماق الشعوب الإسلامية، إلى مؤتمرهم العظيم، فهم معه ملء السمع والبصر، ينتظرون بفارغ الصبر نتائجه الخيرة، وثماره المباركة، التي سيكون فيها بإذن الله جمع الكلمة ووحدة الصف وتحرير المقدسات، وحقن الدماء وإعزاز مواقف المسلمين.

يا قادة الأمة! يا زعماء المسلمين! دعواتنا من بيت الله الحرام، من أطهر بقعة على وجه الأرض، من هذه البقعة المباركة باسم كل مسلمٍ غيورٍ على دينه وبلاده، بملئ أفواهنا ومن أعماق قلوبنا ندعو الله أن يكلل مساعيكم بالنجاح، وما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأن يرزقكم الصدق في الأقوال والأفعال، وأن يدلكم على الخير، ويجعلكم من أنصار الحق والعدل والسلام؛ لتنقذوا أمتكم، وشعوبكم من الظلم والبغي، والذل والهوان، ولتعيدوا لهذه الأمة مجدها التليد، وعزها الغابر وكرامتها المفقودة، فوصيتنا تقوى الله عز وجل، ونصرة دينه وتحكيم شريعته، والصدق معه، وتأييد جنده وحزبه، والمجاهدين في سبيله، وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولينصرن الله من ينصره: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:٤٠].

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.