إخوة الإيمان! ولم تكن حاجة الأمة في عصر ما، إلى الاقتباس من مشكاة النبوة والسنة المباركة ومعرفة السيرة العطرة، معرفة اهتداء واقتداء؛ أشد إليها من هذا العصر الذي تقاذفت فيه الُأمةَ أمواجُ المحن، وتشابكت فيه حلقات الفتن، وغلبت فيه الأهواء، واستحكمت فيه الزعوم والآراء، وواجهت فيه الأمة ألواناً من التصدي السافر، والتحدي الماكر، والتآمر الجائر من قبل أعداء الإسلام الذين رموه عن قوس واحدة.
والذي تولى كبره منهم من لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت؛ من اليهود المعتدين، والصهاينة الغاشمين، ويوالي مسيرتهم دعاة التثليث، وعبدة الصليب، ويشد أزرهم المفتونون بهم، المتأثرون بعفن أفكارهم، وسموم ثقافاتهم، من أهل العلمنة ودعاة التغريب.
ويزداد الأسى حين يجهل كثير من أهل الإسلام حقائق دينهم، وجوهر عقيدتهم، ويسيرون مع التيارات الجارفة دون تمحيص ولا تحقيق، أو يُجمدون على موروثات مبتدعة دون تجلية ولا تدقيق، وقد صح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم أنه قال:{من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} أخرجه مسلم في صحيحه.