العبادة -يا إخوتي في الله- لها شروط معروفة، أهمها: الإخلاص لله.
يجب على من قام بعبادة الله، أن يقصد ما عند الله سبحانه وتعالى قال سبحانه:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}[النساء:٣٦] وقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء:٢٣].
يجب أن تُخلص العبادة لله سبحانه! فلا شركَ يدنسها، ولا وثنيةََ تناقضها، ولا صَرْفَ للعمل لغير الله سبحانه وتعالى لأحد كائناً من كان.
العبادة محض حق الله جل وعلا، يجب على المسلمين أن يُفردوا الله بالعبادة، فلا يعبدوا غير الله، ولا يعبدوا مع الله غيره، قال تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}[النساء:٣٦]، وقال تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}[الجن:١٨].
يجب أن يُفرد الله بالعبادة، فلا ذبح إلا لله، ولا نذر إلا له، ولا حلف ولا استعانة إلا به، ولا تقرب إلا إليه جل وعلا، أما الذين يُناقضون هذا الأصل ويخالفونه -وما أكثرهم في العالم الإسلامي اليوم- يصرفون أنواع العبادة لغير الله: من القبور والأضرحة والأحجار والأوثان والأشخاص وما إلى ذلك؛ فكلُّ ذلك مناقضٌ للعبادة، ومناقضٌ للتوحيد الذي خُلِقنا من أجله.
فيجب علينا -جميعاً- أن نرعى هذا الأصل، وأن نفرد الله بالعبادة، وأن نحقق العبادة على ما يقتضيه شرع الله جل وعلا.
الشرط الثاني: أن يتابع المسلم قدوته ورسوله عليه الصلاة والسلام، فالرسول عليه الصلاة والسلام هو المبلغ عن الله شرعه، فيجب على العباد أن يأخذوا منه، وأن يتبعوه، وأن يقفوا عند سنته، ويحذروا -كل الحذر- أن يبتعدوا عن سنته أو ينقصوا منها، أو يزيدوا فيها، ففي الحديث الصحيح حديث عائشة المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}، وفي رواية مسلم:{من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}.
فيجب عليك -أخي في الله- أن تكون أعمالك وأقوالك وتصرفاتك، متابعاً فيها كتاب الله، مُتبعاً فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.